مع قهوة الصباح

فضحت ‬الأمطار ‬الغزيرة، ‬التي ‬تساقطت ‬أول ‬أمس ‬السبت، ‬‮«‬جودة‮»‬ ‬ملعب ‬الأمير ‬مولاي ‬عبد ‬الله ‬الذي ‬خضع ‬لإصلاحات ‬دامت ‬لعدة ‬أشهر ‬وكلفت ‬ميزانية ‬فاقت ‬23 ‬مليار ‬سنتيم.‬
كان ‬صادما ‬أن ‬تنقل ‬عشرات ‬القنوات ‬التلفزيونية ‬صورة ‬كاريكاتورية ‬لعمال ‬مغلوب ‬على ‬أمرهم ‬وهم ‬منهمكون ‬في ‬شفط ‬مياه ‬الأمطار ‬التي ‬حولته ‬إلى ‬بركة ‬موحلة، ‬بل ‬وهم ‬يفعلون ‬ذلك ‬بوسائل ‬بسيطة ‬جدا، ‬من ‬بينها ‬الإسفنجات ‬التي ‬لجؤوا ‬إلى ‬الاستعانة ‬بها ‬في ‬تفريغ ‬الملعب ‬من ‬المياه ‬التي ‬غمرته؛ ‬لكن ‬الأمطار ‬لم ‬تفعل ‬شيئا ‬سوى ‬أنها ‬فضحت ‬كل ‬شيء، ‬لكن ‬هذه ‬المرة ‬أمام ‬العالم.‬
الوزير ‬محمد ‬أوزين، ‬الذي ‬كان ‬المفروض ‬أن ‬يضع ‬استقالته ‬وأن ‬يعتذر ‬إلى ‬المغاربة ‬عن ‬إنفاقه ‬23 ‬مليارا ‬من ‬المال ‬العام ‬في ‬مشاريع ‬غير ‬مجدية، ‬اختار ‬أن ‬يغادر ‬الملعب ‬قبل ‬نهاية ‬المباراة، ‬أما ‬الوزارة ‬فهو ‬مستمر ‬في ‬التمسك ‬بها ‬ولن ‬يبعده ‬عنها ‬كونه ‬فشل ‬في ‬تدبير ‬هذا ‬الملف ‬وملفات ‬أخرى.‬
لكن ‬الوزير ‬وقبل ‬أن ‬يغادر ‬الملعب، ‬لم ‬تحمر ‬وجنتاه ‬وهو ‬يصر ‬على ‬التصريح ‬بأن ‬عشب ‬ملعب ‬الأمير ‬مولاي ‬عبد ‬الله ‬هو ‬نفسه ‬عشب ‬ملعب ‬سانتياغو ‬برنابيو، ‬الملعب ‬الذي ‬يحتضن ‬مباريات ‬ريال ‬مدريد... ‬مع ‬أن ‬ملعب ‬الرباط ‬لم ‬تجر ‬على ‬أرضيته ‬سوى ‬ثلاث ‬مباريات ‬فقط، ‬قبل ‬أن ‬تحُول ‬البرك ‬المائية ‬دون ‬تمرير ‬الكرة ‬بشكل ‬طبيعي ‬على ‬رقعته.‬
والأكثر ‬من ‬ذلك ‬أن ‬الوزير ‬لم ‬يتوان ‬في ‬القول ‬بأن ‬‮«‬الشتا ‬ديال ‬الله‮»‬، ‬لكن ‬هل ‬تُراه ‬نسي ‬ما ‬قاله ‬قبل ‬بضعة ‬أسابيع؟
آنذاك ‬وحين ‬تم ‬تسريب ‬صور ‬عشب ‬الملعب ‬الذي ‬تضرر ‬جراء ‬التساقطات ‬المطرية، ‬وصف ‬الوزير ‬مسربي ‬الصور ‬بكونهم ‬‮«‬أعداء ‬للوطن»؟ ‬لحسن ‬الحظ ‬أن ‬المغاربة ‬الآن ‬يعرفون ‬من ‬هم ‬أعداء ‬الوطن ‬الحقيقيون؟
علما ‬بأن ‬سؤال: ‬لماذا ‬تم ‬استبدال ‬ملعب ‬أكادير، ‬الذي ‬احتضن ‬مباريات ‬الدورة ‬الماضية، ‬بملعب ‬الأمير ‬مولاي ‬عبد ‬الله؟ ‬مازال ‬بدون ‬إجابة.‬