ضربت اللفحة النارية بإقليم آزرو عشرات الهكتارات من حقول الفواكه، خاصة العنب، حيث أكد مصدر «المساء» أن أحد الفلاحين بالمنطقة قضت اللفحة النارية على 54 هكتارا من محصوله من العنب وهي حالة أكيدة في حين مازال فلاحون آخرون يشكون في أن تكون البكتيريا المذكورة قد خربت ما بين هكتارين إلى عشرة هكتارا من محاصيلهم من الفواكه التي يصيبها هذا النوع من البكتيريا. وأضاف نفس المصدر أن حالة من الذعر تسود وسط الفلاحين خوفا من أن تضيع كل مجهوداتهم سدى، ومن أن يتكبدوا خسائر فادحة. وضرب مرض اللفحة النارية المغرب سنة 2006 بجهة مكناس وامتد حتى 2007 ليشمل جهة صفرو. ويصيب هذا المرض بشكل أساسي أنواع الورديات مثل أشجار الخوخ والتفاح والإجاص، وهو مرض معد تسببه جرثومة تسمى «إروينا أميلوفا» التي اكتشفت مؤخرا بالمغرب، والتي إذا لم تتم معالجتها يمكن أن تقضي على بساتين بأكملها وبسرعة فائقة. وأكد مصدر «المساء» أن الفلاحين المتضررين أشاروا بأصابع الاتهام إلى أحد الفلاحة الكبار الذي استقدم مجموعة من أغراس العنب من إيطاليا وفرنسا. وأكد أحد الفلاحين المتضررين أن اللفحة النارية تقضي على الشجرة ككل، حيث إن البداية تكون بالثمار والأفنان إلى أن تقضي كليا عليها. وأهم الأعراض المميزة للمرض هو اسوداد الأوراق والفروع، وقد يخرج من الأجزاء المصابة سائل لزج يحتوي على ملايين الخلايا البكتيرية، وتظهر الأعراض بدءًا من موسم الصيف، ويمكن للبكتيريا قضاء فترة الشتاء في الأنسجة المتقرحة وحتى بدء موسم الربيع الموالي. وتعتبر اللفحة النارية واحدة من أهم الأمراض المدمرة للأشجار الوردية، ويظهر المرض في مواسم متفرقة ولكن يمكنها إحداث إصابة شديدة للأشجار لينتشر المرض بصورة وبائية فيقضي على الأزهار والأفرع المخضرة وأحياناً على الشجرة بأكملها. وتجدر الإشارة إلى أن المرض هاجم بشدة مساحة تقدر ب 51 هكتارا من البساتين المختلفة بجهة مكناس، في وقت سابق، مما أدى إلى اقتلاعها وحرقها، 42 هكتارا منها سنة 2006 و9 هكتارات سنة 2007. كما قام خبراء المديرية الإقليمية للفلاحة بالجهة بمعالجة حوالي 61 هكتارا بالمناطق المصابة. علاوة على ذلك، وبتزامن مع عمليات البحث والتطهير، تم تنظيم حملات تحسيسية لفائدة الفلاحين حول هذا المرض وكيفية التصدي له، بهدف تشجيعهم على محاربته بشكل جماعي ومتزامن. وطالب الفلاحون بتدخل الوزارة المعنية من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه، درءا لخسائر كبيرة بالنسبة إليهم. كما حملوا الوزارة المعنية وزر ما أصابهم واعتبروها «مقصرة في حقهم»، لأنها لا تمدهم بمساعدات عينية ولا حتى إرشادات لتوعيتهم بالمرض وبسبل الوقاية منه.