سيام 2024.. فتح سوق الاتحاد الأوروبي أمام واردات العسل المغربي    المالية العمومية: النشرة الشهرية للخزينة العامة للمملكة في خمس نقاط رئيسية    الوكالة الوطنية للمياه والغابات: "القط الأنمر" الذي رصد في إحدى الغابات بطنجة من الأصناف المهددة بالانقراض    تتويج المغربي إلياس حجري بلقب القارىء العالمي لتلاوة القرآن الكريم    رسميا.. الجزائر تنسحب من البطولة العربية لكرة اليد المقامة بالمغرب    أسعار صرف أهم العملات الأجنبية مقابل الدرهم    مكناس .. تتويج 12 زيت زيتون من أربع جهات برسم النسخة 14 للمباراة الوطنية    المغرب يصدر 2905 تراخيص لزراعة وإنتاج القنب الهندي إلى غاية أبريل الجاري    بحر طنجة يلفظ جثة شاب غرق خلال محاولته التسلل إلى عبارة مسافرين نحو أوروبا    غدا تنطلق أشغال المؤتمر الثامن عشر لحزب الاستقلال    الفروع ترفع رقم معاملات "اتصالات المغرب"    مطار مراكش المنارة الدولي .. ارتفاع حركة النقل الجوي خلال الربع الأول    ارتفاع أرباح اتصالات المغرب إلى 1.52 مليار درهم (+0.5%) بنهاية الربع الأول 2024    تظاهرات تدعم غزة تغزو جامعات أمريكية    توقعات أحوال الطقس اليوم الخميس    هذا الكتاب أنقذني من الموت!    سيمو السدراتي يعلن الاعتزال    المعرض المحلي للكتاب يجذب جمهور العرائش    جراحون أميركيون يزرعون للمرة الثانية كلية خنزير لمريض حي    14 ألف مواطن إسباني يقيمون بالمغرب    تحويل الرأسمالية بالاقتصاد اليساري الجديد    بسبب تعديلات مدونة الأسرة.. البرلمانية اليسارية التامني تتعرض لحملة "ممنهجة للارهاب الفكري"وحزبها يحشد محاميه للذهاب إلى القضاء    تأملات الجاحظ حول الترجمة: وليس الحائك كالبزاز    حفل تقديم وتوقيع المجموعة القصصية "لا شيء يعجبني…" للقاصة فاطمة الزهراء المرابط بالقنيطرة    مهرجان فاس للثقافة الصوفية.. الفنان الفرنساوي باسكال سافر بالجمهور فرحلة روحية    نجم مغربي يضع الزمالك المصري في أزمة حقيقية    بوغطاط المغربي | محمد حاجب يهدد بالعودة إلى درب الإرهاب ويتوّعد بتفجير رأس كل من "يهاجمه".. وما السر وراء تحالفه مع "البوليساريو"؟؟    الدراجات النارية وحوادث السير بالمدن المغربية    عملية رفح العسكرية تلوح في الأفق والجيش الاسرائيلي ينتظر الضوء الأخضر من نتانياهو    واشنطن طلبات من إسرائيل تعطي إجابات بخصوص "المقابر الجماعية" ف غزة    أكاديمية المملكة تعمق البحث في تاريخ حضارة اليمن والتقاطعات مع المغرب    بطولة فرنسا: موناكو يفوز على ليل ويؤجل تتويج باريس سان جرمان    الصين تكشف عن مهام مهمة الفضاء المأهولة "شنتشو-18"    الولايات المتحدة.. أرباح "ميتا" تتجاوز التوقعات خلال الربع الأول    ماركس: قلق المعرفة يغذي الآداب المقارنة .. و"الانتظارات الإيديولوجية" خطرة    أخنوش: الربط بين التساقطات المطرية ونجاح السياسات العمومية "غير مقبول"    بني ملال…تعزيز البنية التحتية الرياضية ومواصلة تأهيل الطرقات والأحياء بالمدينة    المنتخب المغربي ينهزم أمام مصر – بطولة اتحاد شمال إفريقيا    المنتخب المغربي لأقل من 18 سنة يفوز على غواتيمالا بالضربات الترجيحية    ما هو سيناريو رون آراد الذي حذر منه أبو عبيدة؟    تعزيز التعاون الفلاحي محور مباحثات صديقي مع نائبة رئيسة مجلس النواب التشيكي    أخرباش تشيد بوجاهة القرار الأممي بشأن الذكاء الاصطناعي الذي جاء بمبادرة من المغرب والولايات المتحدة    الرئيس الموريتاني يترشح لولاية ثانية    نور الدين مفتاح يكتب: العمائم الإيرانية والغمائم العربية    كأس إيطاليا لكرة القدم.. أتالانتا يبلغ النهائي بفوزه على ضيفه فيورنتينا (4-1)    رابطة للطفولة تعرب عن قلقها من التركيز المبالغ فيه على محور التربية الجنسية والصحة الإنجابية للمراهق في دورة تكوين الأطر    جنايات أكادير تصدر حكمها في ملف "تصفية أمين تشاريز"    عاجل.. كأس إفريقيا 2025 بالمغرب سيتم تأجيلها    قميصُ بركان    لأول مرة في التاريخ سيرى ساكنة الناظور ومليلية هذا الحدث أوضح من العالم    الفوائد الصحية للبروكلي .. كنز من المعادن والفيتامينات    دراسة: تناول الأسبرين بشكل يومي يحد من خطر الإصابة بسرطان القولون        كلمة : الأغلبية والمناصب أولا !    دراسة تبيّن وجود صلة بين بعض المستحلبات وخطر الإصابة بمرض السكري    في شأن الجدل القائم حول مدونة الأسرة بالمغرب: الجزء الأول    "نسب الطفل بين أسباب التخلي وهشاشة التبني"    الإيمان القوي بعودة بودريقة! يجب على الرجاء البيضاوي ومقاطعة مرس السلطان والبرلمان أن يذهبوا إليه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حلبات مصارعة الديكة في بغداد عالم من الإثارة والمؤامرات والسياسة
مسؤولون حاليون وسابقون يراهنون بآلاف الدولارات على ديكة يطلقون عليها أسماء مجرمين وسفاحين وأبطال هوليود
نشر في المساء يوم 02 - 09 - 2009

محاربون بلا سيوف، ومقاتلون بلا بنادق، سلاحهم الريش والمخالب، وحربهم بلا قضية، فلا غنائم للمنتصر ولا دية للقتيل، يتصارعون حتى الموت وسط ضحكات الإعجاب وصيحات التشجيع، صورة للموت والحياة تجسدها حلبات مصارعة الديكة في بغداد، التي يؤمها سياسيون وعسكريون وأغنياء، مصطحبين معهم
«الديوك المحاربة «للتنافس وجني الأموال وربما للتناحر السياسي الرمزي. «المساء» تدخل كواليس هذا العالم الغريب لتعرضه عليكم.
هي لعبة لا تخضع لقواعد الانتماء فروادها الغفير والوزير وهي أشبه ما يكون بواقع تناحر أهل السياسة في العراق، أصلها في العراق بابلي ومن بابل اقتبس قواعدها الفراعنة في مصر رغم أن إمبراطوريات أسيا القديمة كانت تمارسها ولكن بطريقة أكثر وحشية. يقول الباحث العراقي الدكتور أحمد الدوري إن مصارعة الديكة في آسيا القديمة كانت وحشية وبلا أخلاق أو قواعد أو ضوابط أو حتى نبل المنازلة حيث يتم ربط السكاكين الحادة في أرجل ومنقار وأجنحة الديكين ليقضي أحدهما أو كلاهما في صورة لا تعكس قوة الديك الحقيقية فالضربة الأولى ربما تكون هي الفيصل وتنهي النزال. أما المنافسة عند البابليين فهي تخضع لضوابط وقوانين وهي أشبه بالملاكمة إن ناب الديك يبرد بالمبرد ليفقد حافته المدببة ولا يتم الاستعانه بالسكاكين والأمر خاضع لقوة الديك ودهائه وقدرته على المناورة والخداع كما أن مصارعة الديكة هي لعبة فقراء البابليين لأن الديك كان يرمز للشرف وكان المجتمع البابلي يربط الشرف بمقدار ما يخفيه جيب الرجل من نقود لذا كان الفقراء يحاولون اكتساب الشرف بالمنازلات.
باب المعظم
يكتسب الباب والبوابة رمزية استثنائية في العراق تحيطه هالة من الروحانيات والهواجس وعالم الظنون فالعراقيون يحشرون الباب في حديثهم مثل «باب الله» و«باب الرزق» و«باب الفرج» و«باب الحوائج» و«باب الشرقي» و«باب المعظم» الذي تقع فيه أكبر حلبة لمصارعة الديكة في العراق بالقرب من جامعة بغداد، وترجع تسمية باب المعظم إلى كونه يؤدي إلى ضريح الإمام الأعظم أبو حنيفة النعمان، دخلنا الحلبة بعد أن أخفينا الكاميرا توجسا من ردة فعل غير متوقعة وبعد شد وجذب وافق الحاج علي مدير الحلبة على أن نعمل موضوعنا على شرط عدم تصوير الجالسين في الأماكن العلوية كونهم من مسؤولي اليوم والأمس وأثناء حديثنا مع الحاج علي، صرخ أحد أصحاب الديكة، هذا غش وعبثا حاولنا معرفة من غش من؟؟ والكيفية التي حصلت بها عملية الغش من الأطراف المتنازعة لانشغالهم بتوجيه الاتهامات والشتائم إلى بعضهم البعض، إلا أن القائمين على الحلبة احتكموا الى أبو قيس وهو أحد الحكام القدامى وحكم النزالات الحساسة حسب ما يحلو لمربي الديكة أن يلقبوه، فطلب أبو قيس مبلغا وقدره 100 دولار لفض النزاع لأن الرهان كان على مبلغ 1000 دولار فوافق الطرفان وتعهدا بقبول حكم أبو قيس لكونه أدرى بهذه اللعبة من غيره وما هي إلا دقائق حتى أخذ أحد الطرفين قيمة الرهان وقبض أبو قيس قيمة استشارته القضائية وبما أن الطرفين المتخاصمين كانا في وضع لا يتحمل معه الاستفسار عن ماهية المشكلة اتجهنا إلى أبو قيس بسؤال خاطف لا يخلو من فضول:
> أبو قيس ماذا حدث؟
صاحب الديك الأسمر وضع مخدرا على وجه ديكه مما جعل الديك الخصم الأشقر اللون يستنشق المخدر عندما يلتحمان فسقط بالضربة القاضية مما حذا بصاحب الديك الأسمر إلى الاعتراض وكسب الجولة بالاعتراض.
> ما هي شروط النزالات ؟
النزالات على نوعين فالديكة تحت عمر السنة تسمى (مخاليف) وتلعب ثماني جولات طول الجولة ثلاث عشرة دقيقة تتخللها فترة استراحة دقيقتين، أما الديكة التي تتجاوز السنة فيطلق عليها ( الأفحل) وتلعب عشر جولات بنفس الوقت ولديها دقيقتان راحة بين جولة وأخرى يستغلها المدرب الناجح لتنشيط الديك.
> وكيف تتم عملية التنشيط ؟
يقوم المدرب الناجح بتنظيف عنق الديك بريشة طويلة ويتم إعطاؤه الماء إضافة إلى بعض التمارين السويدية!!
> عفوا قلت تمارين سويدية ؟!!
نعم أراك قد اندهشت فالديك المصارع يخضع لتدريبات صارمة لا تقل عن تلك التي يتلقاها الجنود قبيل المعارك بل ويخضع لجلسات نفسية
هنا لم أستطع أن أكتم دهشتي واستغرابي لما سمعته من أبو قيس مطالبا إياه بشرح واف للموضوع.
> كيف ذلك؟
المدرب الناجح يركض وراء ديكه لمدة ساعتين يوميا ويفضل أن يجعله يصعد الدرج لتقوية رجليه كما يقوم بتدريبه تدريبا مخادعا بوضعه أمام مرآة فيظن الديك أنه أمام مواجهة غريم له ما يدفعه إلى الانقضاض على المرآة وبعض الحركات الرياضية الصعبة إضافة إلى بعض الحركات التي تشبه عملية تدليك الملاكم أما الجلسات النفسية مثلما يفعل ذلك الرجل «مشيرا إلى رجل مسن يحدق في ديك في مشهد يشبه جلسات اليوكا».
> ماذا يستفيد المربون من تربية ديوك تحتاج الى غذاء خاص ورعاية وتدريب؟
هناك نوعان من المدربين الأول يعتبرها هواية أو لنقل أنها نوع من الإدمان على مشاهدة النزالات والثاني يعتبرها مصدر رزق من خلال بيع الديوك الابطال والمراهنة عليها.
> وكيف يصبح الديك بطلا ؟
بعد أن يحقق انتصارات كثيرة وحينها يطلق عليه لقب (عاصي) أي عصي على الخصوم.
> هل بإمكاني تصوير ديك (عاصي) أو بطل؟
الأمثلة كثيرة والديكة العصية كثيرة فمثلا ذلك الديك لم يخسر منذ عشرين جولة ويسمى الفلوجه، ولقد هزم في آخر نزالاته ديكا أكبر منه عمرا اسمه مارينز.
> فضحكت مستفسرا، ولماذا يطلق على هذه الديكه مثل هكذا أسماء ؟
لقد اعتاد المربون على إطلاق أسماء الملاكمين وأبطال أفلام الأكشن ونجوم السينما والمدن المهمة وحتى السياسيين على ديكتهم الابطال وتعتبر الأسماء من مقومات الانتشار الاعلامي في محيط المربين، فقبل مدة تصارع اثنان من الديوك احدهم اسمه بوش فأطلق الثاني اسم صدام على ديكه نكاية بخصمه ولخلق جو من المنافسة ولإضفاء لمسة مرح على المشجعين، وضجت الصالة بالصراخ وانتهى النزال بفوز الديك الذي يحمل اسم صدام بعد عشر جولات هنا قلت في نفسي لو أن هذه المنازلة كانت حقيقة لما حدث ما حدث بالعراق وقد وصلت قيم الرهانات على الديك الذي يحمل اسم صدام 20 ألف دولار.
> إذن هو نزال سياسي؟
يخفض من صوته قائلا عشرات السياسيين والبرلمانيين السابقين والحاليين وبعض الضباط والأغنياء يتخذون من حلبات مصارعة الديكة ساحة لتصفية الحسابات السياسية ولو بشكل رمزي فمثلا يأتي ضابط سابق ويطلق على ديكه اسم معركة قبل الاحتلال فيقوم أحد الضباط الحاليين بإطلاق اسم معركة حالية على ديكه ويطلبه للنزال وأثناء النزال كل شيء مشروع فقد يشتري أحد المربين مقويات ومنشطات بضعف قيمة النزال وقد يلجأ إلى الغش والخداع.
> ألا تتسبب النزالات الطويلة بالقضاء على الديكة؟
طبعا ولهذا يضطر المربون إلى إنهاء النزال في حال لم يتحقق الفوز بالضربة القاضية، إذا كان الديك ثمينا أما إذا كان الديك غير ثمين أو أن قيمة الرهان كبيرة فالنزال ينتهي بهروب أحد الديكين.
> هل هناك ضوابط أخرى للمصارعة؟
أولا لا بد أن تبرد المناقير حتى لا تؤذي الديوك بعضها البعض وفي المباريات الاستعراضية يكمم منقار الديك وتوضع واقيات على المخالب
> عود على بدء كيف عرفت أن صاحب الديك الاسمر غش بالنزال ؟؟
بالخبرة عرفت أنه وضع على وجه ديكه اسم الديك نسيم حميد مخدرا مما جعل الديك الخصم والمدعو تايسون يسقط بالضربة القاضية بعد أن خارت قواه بفعل المخدر المستنشق إذن نسيم حميد غش في النزال وهزم تايسون.
> هل هناك طرق أخرى للغش؟
نعم مثلا الغش بالعمر فيقوم المربي ببرد الناب مدعيا أنه صغير العمر فيلعب مع فئة عمرية أصغر منه فيتغلب عليهم بفضل عوامل القوة والخبرة في النزالات، خاصة إذا كان المربي الخصم قليل الخبرة أو يتم إعطاء الديك الخصم حبة منوم أو مخدر أثناء فترة الاستراحة ويحتاج الموضوع الى شخص وسيط لوضع الحبة في فم الديك الخصم أثناء تنشيط الديك بين الجولات وهو ما نطلق عليه اسم الانتحاري.
> الانتحاري؟
نعم هو شخص جريء يقترب من الديك المعني ويدعي أنه قادر على تنشيطه ومن خلال تقديم الماء من الفم إلى المنقار ويقوم بدفع كبسولة مخدرة إلى داخل جوف الديك مما يتسبب بخسارته وهو في حال اكتشافه سينال من الضرب أشكالا وألوانا.
> كم تصل قيمة المراهنات غالبا؟
النزالات القوية قد تصل الى خمسين ألف دولار أما نزالات الهواة فالموضوع لايتعدى بضعة دولارات.
> إذن هي لعبة الأسرار والمؤامرات؟
نعم، ويضيف أن تدريب الديك المتصارع على القتال عمل متوارث له أسراره التي لا يطلع عليها أحد إلا المدربين القدامى فالديوك الموجودة حالياً من أصل تركي وتايلندي وأفغاني وتتميز بالقوة والفراسة، وقد أجرينا عمليات تزاوج من أجل إنتاج جيل مهجن ذي مواصفات جيدة يساعدنا في مجال تربيته، وأضاف أن أفضل فترة لتدريب الديوك هي في فصل الشتاء وبالتحديد خلال المدة المحصورة بين شهري أكتوبر/ تشرين الأول ويونيو/ حزيران، حيث ينبت ريش جديد للديك وبعد أشهر الصيف يعاد الديك للتدريب ويعزل عن الدجاج لكي يخف وزنه ويستعد للتدريب ويستعيد لياقته البدنية، ونحن نمارس بعض التمارين مع الديك فنجعله يركض كثيراً حتى يتعب وكذلك نرفعه ونمسكه من ذيله ليصبح أكثر جلدا.
تركنا الحكم أبو قيس بعد ان أرشدنا الى أحد أبطال اللعبة ويدعى سلمان ابو الابطال ولقد كان الرجل متعاوننا جدا فكان لنا معه هذا الحوار السريع قبيل نزال ديكه (تسونامي).
وهو نزال المحافظة على لقب بطل الأبطال عن فئة (الأفحل).
> كيف استعد تسونامي للنزال وما سر هذه التسمية؟
هذا الديك من فصيلة نادرة أبوه من نوع (هراتي) وأمه من الأنواع الايرانية التي تمتاز بالضخامة ولم يخسر اي نزال وقد انهى جميع النزالات التي خاضها بالضربة القاضية واكتسح أعداءه مثلما فعل إعصار تسونامي بالمدن التي مر منها.
> وما هي درجة قوة الديك الخصم ؟
ضحك قائلا : هل تقصد الديك المدعو الفيل؟ سيعصف به تسونامي كما عصف بمن قبله.
هنا راقبت النزال مع عدد كبير من المربين والمهتمين والمراهنين وقد كانت قيمة الرهان 3000 دولار وهذا وصف لما حدث، بغضب عارم ينشر الديكان أجنحتهما ويتبادلان الرفس والركل والنقر وسط صيحات المشجعين وأغاني المنتصرين وتشكيك الخاسرين ولم تنقض الجولة الثالثة حتى طار الفيل وخرطومه وسط اعاصير تسونامي الذي قاتل بشراسة فقام صاحب الديك الخسران بذبح الديك عقابا لخسارته السريعة مرددا أنه لا ينفع للقتال وستفرح زوجتي بطهي لحمه على العشاء
البطالة تنعش صراع الديكة في العراق
هذه اللعبة التي انتعشت بسبب البطالة كما يخبرنا لؤي الغراوي صاحب مقهى وحلبة لصراع الديكة في منطقة الحرية ببغداد يقول: اشتهرت هذه اللعبة في منطقة (هرات) في جنوب آسيا لذلك جاءت تسمية الديك القوي بالديك (الهراتي) نسبة إلى تلك المنطقة ودخلت اللعبة إلى العراق وتحديداً إلى العاصمة بغداد في بداية الثلاثينات حيث كانت تقام بطولات منظمة في مصارعة الديكة، ورغم الظروف الأمنية الصعبة فإن نزالات الديكة تصل ذروتها خاصة خلال فصل الشتاء الذي يعد موسماً للمصارعة عكس فصل الصيف بسبب ارتفاع درجات الحرارة، وتصل أسعار الديكة القوية والفائزة في سباقات بطولات العراق إلى أكثر من عشرين ألف دولار ومن أسماء هذه الديوك القوية (الديك الزير دعبول)، إضافة إلى (صدام) الذي أصبح بطلا للعراق لموسمين، وجميع مربي الديوك يهتمون بالديوك لأنها مصدر رزقهم وعملهم وهناك مدربون خاصون بهذه المصارعة حيث يضيف فاضل أنه من المفارقات التي حدثت خلال جولات النزال دهم الجنود الأمريكيين المحتلين المقهى بسبب تجمهر عدد كبير من المشجعين وسبب ذلك إرباكا لدى الحضور لكني تعاملت مع الموقف بما يؤمن راحة الزبائن فترك الجنود الأمريكيون الدورية ووقفوا لمتابعة البطولة حتى إن أحدهم راهن بعشرة دولارات على أحد النزالات لكنه خسر الرهان.
شروط النزال
يشترط في حلبة السباق أن تكون دائرية وتشبه الحوض ويكون ارتفاعها 80 سنتيمتراً والعرض المدور من مترين إلى أربعة أمتار أو حسب مساحة المقهى، وحول الحلبة توجد مدرجات لجلوس المتفرجين ويجلس الحكم في مكان مرتفع ويحمل بيده ساعة لضبط الوقت ويجب أن يكون ذا خبرة في هذا المجال.
وتعتبر محافظتا الموصل والديوانية من المحافظات المشهورة في مجال صراع الديكة ولهما أبطال في هذا المجال، ودخول الديك إلى السباق يعتمد على قياس طوله ووزنه ولا بد من توافر شرط تكافؤ الفرص بين المتصارعين من حيث الوزن والعمر. ومبدأ المصارعة في كل بلدان العالم يعتمد على الرهانات المالية التي قد تصل إلى مبالغ كبيرة خاصة وأن أسعار الديكة الأصيلة والقوية مرتفعة جداً وقد بيع ديك اشتهر بفوزه في حلبات المصارعة بمبلغ مليون دينار أي نحو (469) دولاراً.
الخسارة فوز
يقول جابر وادي العكيلي أحد مربي ديوك المصارعة أن تربية الدواجن تسبب أحيانا الخسارة لكن نعوض خسارتنا بتربية أنواع معينة من الديوك الأصيلة وأكثرها مستورد من دول الجوار حيث نقوم بتهجينها مع بعض الدجاج لإنتاج نوعية من الديوك عالية الجودة ذات امتيازات خاصة نحصل منها على ديك مختص في المصارعة وهذه العملية متعبة ومكلفة لكن مردودها المالي وافر حيث نقوم بتحضير الديوك المخصصة للبيع لغرض بيعها إلى المختصين بتدريبها على القتال»، ويضيف نحن في العراق نعشق هذه اللعبة التي تشهد تراجعاً بسبب الظروف الأمنية.
الديك المقاوم
من المفارقات التي تتعلق بصراع الديكة في العراق هو هذا الخبر الذي تناقلته وكالات الأنباء العالمية ومفاده، « فقأ ديك عراقي مصارع عين جندي أمريكي بينما كان يتأهب لالتقاط صورة تذكارية معه في سوق الغزل للحيوانات والطيور في بغداد، وذكر شهود أن الجنود الأميريكيين الذين اعتادوا الذهاب إلى السوق لمشاهدة مصارعة الديوك والمراهنة عليها انهمكوا في التشجيع وبعد نهاية المعركة صرخ أحد الجنود فرحا بالنتيجة حيث كان قد راهن على الديك الرابح، وقال الشهود: إن الجندي أمسك بالديك ورفعه بين يديه وطلب من زملائه أن يلتقطوا لهما صورة تذكارية إلا أن الديك يبدو أنه رفض التقاط تلك الصورة مع المحتل وكان رده عنيفا حيث نقر بمنقاره الحاد العين اليسرى للجندي ففقأها على الفور، وهرع زملاء الجندي إلى نقله للمستشفى بينما عاد الديك إلى خوض معاركه، وقد علق أحد العراقيين الحاضرين على الواقعة « ربما أراد الديك أن يمنع الجندي الأمريكي من التصويب بدقة إلى صدور العراقيين.
قتال الديوك
مصارعة الديوك ترفيه شعبي في معظم أنحاء العالم منذ آلاف السنين بالرغم من تحريم كافة الأديان السماوية لها وكذلك القوانين الدولية والمؤسسات المدنية لكنها في الفلبين ما زالت تحظى باهتمام شعبي فريد من نوعه بالرغم من عدم مشروعيتها وأغلبها يتم بدون رخصة قانونية في الأزقة والشوارع الخلفية بين أكواخ المدن الفلبينية ورغم اعتراضات نشطاء حقوق الإنسان، تجتذب هذه الرياضة آلاف المشاهدين الذين يراهنون على هذا الديك أو ذاك ويتساءل أصحاب الديكة عن ماهية الخطأ في «قتال الدجاج» في الوقت الذي يشبع البشر بعضهم البعض لكماً ورفساً وحتى عضاً بلا معنى في حلبات المصارعة والملاكمة، ومصارعة الديوك في الفلبين نوعان الأول مباريات منظمة وتشرف عليها شركة مراهنات كبيرة والحكومة وكذلك ينقلها التلفزيون مباشرة وجوائزها كبيرة جدا والثاني مباريات شعبية غير منظمة وليست رسمية وتحفل بالمشاجرات والسكارى والنشل والسرقة وربما القتل أيضا ويزن الحكام طيورهم ويركبون عليها أنصالا حادة جدا وقاتلة وعادة ما يكون عند المالك أكثر من ديك ويختار أفضلها مزاجا للقتال ويستبعد البقية ولا يبقى في الساحة إلا الديكان المتنافسان أما الجمهور فيصمت استعدادا لبدء القتال وانتظارا لإشارة الحكم بعد أن راهن على ديكه المفضل الذي سيجلب له حلم الثراء والغنى، وما أن يعلن الحكم بدء القتال حتى تتعالى صيحات الجمهور بالتشجيع الصاخب مع كل قفزة ديك على الآخر ويتطاير الريش وتنزف الدماء بغزارة ويتدخل الحكم أحيانا لفض النزاع, ثم يتعاركان مرة أخرى وبعد دقائق يقوم الحكم برفع الديك الميت ثم يسقطه أرضا لتأكيد خسارته ويعلن فوز الديك الآخر والجماهير ما بين مبتهج ومنتحب وباك, أما الديك المهزوم أو القتيل فيطبخ على الفور ويأكل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.