أمر الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالقنيطرة، الجمعة المنصرمة، بإيداع شخصين مصنفين خطر، رهن الاعتقال الاحتياطي بالسجن المحلي، بعدما أوقفتهما عناصر المصلحة الولائية للشرطة القضائية بالقنيطرة، وهما متلبسين بالسطو على صيدلية بمنطقة »الحوزية«. وقرر ممثل الحق العام، بعد استكمال التحقيق في هذه القضية، متابعة الظنينين، في حالة اعتقال، من أجل تكوين عصابة إجرامية متخصصة في السرقة بالكسر تستهدف الصيدليات بمدينة القنيطرة، واستعمال نقالة ذات محرك، ووضعهما خلف أسوار سجن »العواد«، بعد مرور ستة أشهر فقط على مغادرتهما لهذه المؤسسة، حيث كانا قضيا عقوبة حبسية سالبة للحرية لإدانتهما بالتهم ذاتها. وبدأت ملاحقة المشتبه فيهما، بعدما تقاطرت على الشرطة القضائية الولائية شكايات تتعلق بالسطو على عدة صيدليات بالمدينة، حيث تمكنت العصابة المذكورة من سرقة 3 صيدليات في ظرف أسابيع قليلة، وهو ما دفع المسؤولين الأمنيين إلى اتخاذ الترتيبات الأمنية اللازمة، اعتمدت بالأساس الانكباب على دراسة توقيت تنفيذ عمليات السطو والطريقة المعتمدة في اقتحام الصيدليات، خاصة، وأن الجناة كانوا يستولون أيضا على كاميرات المراقبة، حتى لا يتركوا أي أثر بعد اقترافهم الجريمة. وأثار انتباه المحققين خلال تحديد القواسم المشتركة بين الجرائم المرتكبة، أن الصيدليات المستهدفة، توجد جمعيها في أماكن غير آهلة بالسكان، وفي أحياء تقل فيها الحركة بعد انسلال أول خيط ظلام، وتبقى الملاحظة الأبرز، هي أن الجناة، يعمدون إلى نصب ما يشبه »عشة« صغيرة، مشيدة باللوائح الكارطونية وأغصان الأشجار، بالقرب من البوابة الرئيسية للصيدليات المعنية، للتواري بداخلها، وكسر أقفالها بعيدا عن أعين المارة، الذين قد تطأ أقدامهم المكان في تلك الساعات الأولى من الصباح. وانطلقت التحريات الميدانية لفرقة البحث الجنائي، باستدعاء الحراس الليليين، وتبادل المعلومات وأرقام الهواتف النقالة معهم، تم على إثرها تحديد أوصاف المعنيين اللذين كانا يستغلان دراجة نارية في تنقلاتهما. وبعد مراقبة مستمرة لمختلف الصيدليات، تمكنت عناصر محاربة العصابات من القبض على المشتبه فيهما، وهما متلبسين بسرقة إحدى الصيدليات، وأثناء تفتيشهما، تم العثور على رافعة حديدية ومبالغ مالية مهمة ومجموعة من علب الأدوية المنشطة. وقاد تنقيط المشتبه فيهما على الناظمة الآلية، أن الموقوفين، ينحدران من جماعة »المكرن«، لهما سوابق قضائية، وأنهما غادرا السجن منذ 6 أشهر تقريبا، اعترفا أثناء استنطاقهما بارتكابهما العديد من عمليات السطو على الصيدليات، ثلاثة منها جرى ارتكابها بدائرة نفوذ الدرك الملكي بالقنيطرة.