عندما أنهى المخرج نجدة إسماعيل أنزور مسلسل الميلودراما التاريخية "البواسل" قبل 15 سنة من الآن، وختمه بعبارة : "إلى اللقاء مع رؤية جديدة للبواسل".. لم يكن يدرك الرجل حينها أنه سيأتي من يكمل سلسلة الفنتازيا التاريخية.. لم يكن يدر بخلده أنه في المغرب من مل الانتظار وجاء يوقع على جزء رابع باللغة العربية الممزوجة بالدارجة.. اختار له اسم "الخواسر".. قبل ذلك، في بداية تسعينيات القرن الماضي، كان المخرج أنزور ومعه المؤلف هاني السعدي.. قد حولا إليهما أنظار ملايين العرب بمسلسل "الجوارح" كان أسعد فضة ومعه أيمن زيدان قد وقعا على نمط جديد من فن الميلودراما التاريخية.. استحسنه المشاهدون..وكانت تلكم سادتي بداية لمنافسة حقيقية للمسلسلات المصرية التي تربعت لعقود على عرش الفن العربي.. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فبعدها بأربعة أعوام، سيكون للمشاهدين موعد جديد مع الجزء الثاني الذي حمل اسم "الكواسر" وعبر حينها إلى ذاكرة الجميع اسم "شقيف" الذي جسده دوره ممثل كبير اسمه "سلوم حداد".. الذي سيبدع بعدها في سلسلات أخرى تاريخية كثيرة مثل الفرسان والزير سالم.. بعد ذلك بسنتين، سيختم هاني ونجدة سلسلتهما ب "البواسل".. وتعرف الجمهور حينها على ممثل سوري اسمه رشيد عساف.. وانتهت الحكاية بانتظار جزء رابع لم يكتب له أن ينجز.. ولكن بعض الفنانين المغاربة لم يتأخروا في أن يكملوا ما بدأه الرجلان.. ف"خسّروا" ذوق المشاهدين بكبسولة فنية أقل ما يقال عنها أنها "خاسرة".. لم يرحموا أذواقنا.. لم يرحموا اللغة العربية من تخسار الهضرة.. في قالب فني ألصقوا به اسم الكوميديا.. وهجروه للمغاربة قبل الفطور.. وأمام عمل فني لقي انتقادات شديدة، تساءلنا بفضول: من المسؤول عن أعمال الميوعة؟" من له الحق في أن يفرض علينا أعمالا تافهة؟ لقد كسرت مشاهد الخواسر جدار الصمت فينا.. وزادت من حنقنا على برامج التلفزيون العمومي الذي يحلو له أن يذيقنا كل رمضان مرارة سيتكومات حامضة.. وكل سنة ترجع برامجه درجات إلى الوراء.. ديما غادي مارشاريير.. حنّينا معها إلى سلسلات قديمة.. اللهم لعمش ولا عما.. وجاء الشاب غاني ليقول: "درنا "الخواسر" غير باش نضحكو".. فعلا راكم ضحكتو علينا حتى بانت ليكم ضرسة لعقل.. وخْسرتو معانا الهضرة نيت.. الخواسر، ليس إلا حلقة صغيرة في مسلسل تلفزيوني رديء.. وليست دوزيم وحدها من تعكر مزاج الصائمين فحتى الأولى لها نصيب من نشر الفقصة.. و"حمق" تعطيكم لخبار.. فهل قدرنا أن تكون صيحتنا كل رمضان في واد؟ هل قدرنا أن نتجرع على مضض مرارة أعمال فنية لا أدري حقيقة كيف تتم المصادقة عليها كل سنة لتعبر إلى بيوت المشاهدين دون استئذان؟ الأكثر من ذلك، أن دوزيم "ضربتها فالتسعين" وقدمت للمشاهدين مسلسلا عربيا مترجما بالدارجة.. إيوا حقق تحماق.. ربما تخالط عليها الأمر وظنت أن عابد فهد من الممثلين المكسيكيين.. وسيرين عبد النور من تركيا… ولكن لاعجب، فقد هجرها كل المثقفين، وربما توجه برامجها المدبلجة للشياب الأميين في القرى باش يفهمو ونيت.. دوزيم، حين أحست بنزول نسبة متابعتها إلى الحضيض، استعانت بسلسلة "الكوبل" لكي تمتص غضب المشاهدين.. طبقت شعار (النجدة).. في الإعادة إفادة والجديد ليه جدة والبالي لاتفرط فيه.. ولكن ماذا "سَتدير" مع "الخواسر" اللي خسروها مع المشاهدين بالمعقول؟