مساع حثيثة للمصالحة بين أستاذ وتلميذ متهم بالاعتداء عليه والمحاكمة تبدأ الجمعة المقبل

الأب انتقد تحيز «دوزيم» وأفتاتي دعا إلى إنقاذ القاصرين من ولوج «مدارس الإجرام»

شرع عدد من الشخصيات البارزة في مدينة وجدة في التحضير لإجراء محاولة صلح بين أسرة التلميذ الماحي عصام المتهم بالاعتداء على أستاذه في مادة الفلسفة، نور الدين الصايم وكسر كتفه، وهو الحادث الذي أثار جدلا داخل النقابات التعليمية التي ناقشت الإجراءات التي يجب اتخاذها لوضع حد لتنامي مظاهر العنف داخل المؤسسات الدراسية. ومن المرتقب أن تنظر المحكمة يوم الجمعة القادم في قضية التلميذ الذي تم وضعه بإصلاحية وجدة، حيث عبر عدد من أصدقائه ومعارفه عن تخوفهم من أن يضيع مستقبل التلميذ. وأكد النائب البرلماني عبد العزيز أفتاتي ل «المساء» أنه سيعمل على التواصل مع الأستاذ الصايم «المعروف بنضاله داخل المؤسسات الدراسية لسنوات طويلة حيث تخرجت على يديه أجيال كثيرة، ونحن نأمل أن يحقق آمالنا بمساعدة هذا التلميذ على الحفاظ على مستقبله الدراسي». وذكر أفتاتي أن وضع أطفال قاصرين داخل السجون «أمر خطير جدا وأعتقد أن على المجتمع أن يحاول تلافي هذا الوضع بأي طريقة لأن ذلك يعني ببساطة تعليم التلاميذ أصول الإجرام وتخريج أفواج من المجرمين الحاقدين على المجتمع». وتنفي أسرة التلميذ عصام أن يكون قد أقدم على ضرب الأستاذ وإصابته بكسر على مستوى كتفه، وذكر والده الماحي محمد ل «المساء» بأن تفاصيل القضية بدأت عندما احتج التلميذ على الدرجة التي حصل عليها في اختبار لمادة الفلسفة (13/20) وحدث أستاذه بأنه يستحق أكثر كما اعتاد على ذلك. وبحسب رواية الأسرة التي قال الأب إن شهادة تلامذة حاضرين أكدتها أمام الضابطة القضائية فإن الأستاذ الصايم سخر من التلميذ، وأخبره بأن «خطه بحال ديال الدجاجة» مما أثار ضحك التلاميذ الشيء الذي لم يرض «عصام» فأجاب أستاذه بأن خطه هو الآخر سيء للغاية. وتضيف الأسرة أن الأستاذ تقدم في هذه اللحظة وانهال على التلميذ عصام بالضرب، وفي لحظة مقاومة من التلميذ أصيب كتف الأستاذ. نور الدين الصايم من جهته نفى رواية الأسرة جملة وتفصيلا وأوضح في اتصال مع «المساء» بأن التلميذ «عصام» احتج على النقطة فعلا وبدأ يتجول في القسم وهو في حالة غضب «قبل أن يشتمني الأمر الذي دفعني لأن أطلب منه الخروج من القسم والذهاب إلى الإدارة وقد طلبت من أحد التلاميذ مساعدتي على إخراجه». وأضاف الصايم بأنه نبه التلميذ إلى أن خطه سيء «فهذا من واجبي كأستاذ، خاصة وأن معامل الخط يصل إلى 3 نقط، وهذا فضلا عن أنه واجبي فهو لا يمكن أن يكون بالمطلق مبررا لأن يعتدي تلميذ على أستاذه». ووجه أب التلميذ انتقادات شديدة للجرائد المحلية التي تناولت الخبر وكذلك إلى القناة الثانية (دوزيم) وقال إنها «ضخمت الموضوع وهيجت المركزيات النقابية ضد ابنه بمخالفتها للقواعد المهنية عندما استمعت إلى طرف واحد هو الأستاذ الصايم وأقصت أسرة التلميذ كلية». وطالب الأب بحماية مستقبل ابنه من الضياع «خاصة إن كل مدرسيه يعترفون بأنه تلميذ نجيب مجتهد يحصل دائما على الدرجات العليا، وسبب المشكل أساسا أنه احتج على نقطة يعتبرها الكثيرون إنجازا كبيرا».