كوكب الزاكي يحز في أنفسنا جميعا ما وصل له الكوكب المراكشي من نتائج سلبية في البطولة ومن مشاكل داخلية بلغت ذروتها بداية من هذا الأسبوع نظير الخلاف الذي طفا على السطح بين المدرب الزاكي بادو ورئيس الفريق الورزازي، يحز أيضا في أنفسنا أيضا أن الكوكب بتاريخه ورجالاته وإمكانياته لم يعد قادرا على السير بشكل عادي في البطولة وبات اليوم في عداد الأندية المهددة بالنزول إلى القسم الثاني، ويحز ثالثا وأخيرا في أنفسنا ما أثير علنا من تبادل للإتهامات بين رئيس الفريق والمدرب الزاكي بادو الذي تؤكد كل الإشارات أن مقامه لم يعد طويلا، هذا إن لم يكن وخلال كتابة هذه السطور قد انفصل عن الكوكب بعدما ساءت العلاقة بين الطرفين قياسا بالتهم التي تبادلها الطرفان. قلنا ولا زلنا نقول أن الطريقة التي يدبر بها الزاكي بادو أمور الفريق وكذا علاقته مع محيطه ولاعبيه تبدو صارمة، وتلك قاعدة نهلها حتما من تجاربه الاحترافية وكثيرا ما خلقت له مشاكل مع اللاعبين والمسؤولين مع محيطه وكثيرا أيضا ما جعلته محط انتقادات من طرف الجمهور وحمله مسؤولية تراجع النتائج، وعندما نعود إلى الوراء ونذكر كيف غادر الكوكب المراكشي قبل سنوات والوداد وكيف تم وضع أمامه حائطا سميكا من الإسمنت حتى لا يعود لتدريب المنتخب المغربي رغم أن أصوات ملايين المغاربة كانت تصرخ بعودته إلى عرين الأسود، سنتذكر أن هناك شيئا ما لا يرام في علاقة الزاكي بادو مع محيطه. حقيقة لا نشك في قدرات الزاكي بادو وفي كفاءته واجتهاده والعمل الذي يقوم به أينما حل وارتحل، عمل يقوم على مبادئ الاحترافية والجدية تصل إلى حد الضغط على اللاعبين، لكن عندما تشتغل في أرضية بعيدة عن الاحتراف وتقتات من الهواية فإنه لا بد من تغيير هذه الأفكار الاحترافية والاقتراب أكثر من العقلية الهاوية، لذلك كنا نخشى على بادو الزاكي وهو يدخل مغامرة تدريب الكوكب المراكشي أن يسقط في نفس الفخ، أي فخ عدم التواصل مع المحيط خاصة أن الزاكي بادو دخل على كوكب مريض كان بحاجة إلى الوقت ليتعافى من الأعراض التي ضربت أطنابه والمشاكل التي هددته منذ انطلاق الموسم، لذلك كان من الطبيعي أن يتعرض الزاكي بادو إلى الضغط خاصة من طرف الجماهير، بحكم أن الأمر يتعلق بفريق من طينة الكوكب باسمه وجمهوره المتلهف إلى رؤية فريقه وهو يعود إلى مصاف الأندية القوية. كان الزاكي بادو يعرف أيضا أنه تعاقد مع لجنة مؤقتة تدير شؤون الكوكب وهو ما اعتبره بنفسه خطأ سقط فيه رغم حجم التجارب التي مرَ بها، بل ندم أشد الندم كونه اتخذ هذه الخطوة التي وكما قال خدشت كبرياء اسمه وتاريخه، وحتى وإن هو اتفق مع المسؤولين أن هذا الموسم سيكون من أجل بناء فريق، فإن التجارب علمتنا أن هؤلاء المسؤولين يتملصون ويتبرؤون من مثل هذه الاتفاقات كلما ساءت النتائج وارتفعت ذروة ضغط الجماهير للحفاظ على كراسيهم، ولربما هو فخ آخر سقط فيه الزاكي بادو لأن الطريقة التي تعامل بها مسؤولو الكوكب بعد غيابه الاضطراري بسبب المرض اعتبرت بالنسبة له مناورة، بعد أن ربطوا غيابه عن الفريق إشارة إلى مغادرته الكوكب. سيضطر الزاكي بادو هذه المرة أن يفكر أكثر من ألف مرة في هذا الذي أصبح محكوما عليه كلما دخل تجربة جديدة، ذلك أن مقامه لا يطول بالفرق وحتى وإن طال فإن هذا الفراق يكون على إيقاع المشاكل، ولربما تتناثر عدة أسئلة حول ما يقع للزاكي مع الأندية، فإما أن أفكاره وأسلوبه وطريقة تدبيره لا تناسب الفكر الهاوي للأندية.. وهنا سيكون هو من يتحمل الخطأ لأنه أصبح مطالبا بأن يعيد صياغة تفكيره ليتلاءم مع الأجواء التي يشتغل بها، وإما أن الكوكب وغيرها من الأندية ستدفع به للبحث عن محطات أخرى أكثر احترافية قد تكون بالخارج، وهنا سيكون عليه البحث عن كوكب آخر أكثر رحابة وبحس احترافي حقيقي.