تحت تأثير قرار جهاز «الكاف» برفض الإعتراض الذي تقدمت به إدارة الرجاء البيضاوي ضد فريق حوريا كوناكري عاد النسور لغمار المنافسات المحلية، حيث كانت تنتظرهم مواجهة قوية للوداد الفاسي متذيل الترتيب العام والذي يسعى بدوره جاهدا للخروج من مؤخرة الترتيب التي يتواجد فيها منذ مرحلة الذهاب وخاصة بعد أن عمد لتغيير ربانه وسط الأسبوع باستنجاده بالإطار الوطني فؤاد الصحابي كخطوة يترجى منها المسؤولون الإستفادة من خبرته ومعرفته الدقيقة بتضاريس البطولة الوطنية. اللقاء لم يكن يقبل بأنصاف الحلول أمام فريق جريح يعاني جراء توالي النتائج السلبية أخرها الهزيمة داخل قلاعه أمام أولمبيك خريبكة الذي تجرع بدوره مرارة الهزيمة أمام النسور وسط الأسبوع، ولعل هذا الفوز قد شكل حافزا مهما للعناصر الرجاوية لمتابعة هذه الإستيقاظة التي جاءت متأخرة نوعا ما. و بالعودة لأجواء المباراة فقد ظهر الزوار بشاكلة ( 451) في محاولة من المدرب الصحابي لتضييق المساحات على العناصر الرجاوية التي أبانت عن رغبة قوية لتحقيق الفوز وحسم نتيجة المباراة في جولتها الأولى. وكان التهديد الأول من رجل الراقي الذي كاد يخدع الحارس البورقادي في الدقيقة 5. وتوالى بحث الفريق البيضاوي عن هدف السبق بواسطة كل من ياجور ومتولي وكذا الصالحي ومابيدي الذي كان يتحول لقلب هجوم وساهم بشكل كبير في تنشيط الجبهة الهجومية للرجاء، في حين كان الزوار يناورون عبر هجومات مضادة سريعة كانت أخطرها قذفة تيبركانين في الدقيقة 28 تصدى لها الحارس العسكري بنجاح.
وشكلت الدقيقة 30 منعطفا حاسما غير مجريات المباراة حين نجح ياجور في افتتاح الحصة بعد اختلاط أمام المرمى، وتوالى بحث النسور عن هدف ثاني وتوفق مابيدي في ذلك في الدقيقة 35 مستغلا تمريرة جيدة للصالحي وبعد دقيقة واحدة أضاف ياجور الهدف الثالث وسط فرحة الأنصار الذين عادوا لتأثيث فضاء المكانة، ولم يكتفي أشبال المدرب البنزرتي بهذه الثلاثية بل أضافوا هدفا رابعا بأقدام المتألق مابيدي، وبهذا الفوز العريض أعلن الحكم السوسي يوسف هراوي على نهاية الجولة الأولى بسيطرة شبه مطلقة للفريق الأخضر. الجولة الثانية لم تختلف كثيرا عن سابقتها من حيث الأداء وإن كانت العناصر الرجاوية قد قلصت من جهودها وحاولت أن تساير الإيقاع وتلعب باقتصاد أكبر بعد أن حسمت النتيجة في الجولة الأولى. ومن جهته حاول الزوار تقليص الفارق وتسجيل هدف الشرف، لكن الغزوفي أضاع فرصة إنفراده بالعسكري في الدقيقة 49 بعد تدخل هذا الأخير. وبدوره كاد الصالحي أن يضيف الخماسية بعد قذفة من خارج منطقة العمليات، إلا أن العارضة نابت عن الحارس البورقادي، ومن أجل منح الإضافة لخطي الوسط والهجوم بادر المدرب لإجراء مجموعة من التغييرات على فريقه ساهمت في إعادة التوازن لتشكيلة الوداد الفاسي، واستمر السجال بين الطرفين على مستوى خط الوسط مع خطورة واضحة للنسور حيث أضاعوا مجموعة من الفرص الواضحة للتسجيل تألق على إثرها الحارس البورقادي، كما نجح العسكري بدوره في الحفاظ على نظافة شباكه حين صد محاولة جيدة للبرازيلي سيرج، وبهذا الفوز يعمق الرجاء جروح الوداد الفاسي في أسفل الترتيب ويستعيد الفعالية الهجومية التي افتقدها منذ المباراة التي جمعته بفريق ديامون سطار.