السيد المحترم بدر الدين الإدريسي·· إن الحديث عن إخفاقات كرة القدم الوطنية يقودنا إلى التطرق إلى المسببات التي أدت إلى هذا الفشل الذريع والتي يمكن أن نحصرها في المنظومة الكروية التي هي خاصية عند المغرب والتي تنبني على مبدأ الأبدية الذي يؤمن به المسيرون المغاربة دون النظر إلى مدى نجاعة البرامج التي يقدمون في الجموعات العامة التي تفرز هذه العينة من المسيرين المتأبطين لبرامج مصلحية بعيدة كل البعد عن ما هو عام· فالجموعات العامة تكون موجهة لاختيار (وليس انتخاب) أشخاص إما لوضعهم الوظيفي الحساس والذي يشكل القاعدة عندنا في المغرب مما يترك المجال لقرارات تكون أحادية دون الإحتكام إلى ما هو متعارف د عليه باتخاذ قرارات من طرف الأغلبية التي هي في الأصل ترتاح في وضعيتها ككومبارس· وبالعودة إلى تاريخ جامعتنا الموقرة لم نشهد منذ زمن طويل رئيسا لها بمواصفات مدنية وكأن هذا البلد يفتقر إلى رجال مدنيين أكفاء يمكن أن يعطوا لكرة القدم الوطنية قفزة نوعية من خلال ما راكموه من تجارب سواء كلاعبين أو مسيرين· فالجامعة الملكية والمجموعة الوطنية لم تعقد جموعاتها العامة منذ 2006 مما يعتبر استهتارا بالمسؤولية وبالتالي عدم شرعية أي قرار يتخذ من طرفها، فمن خلال النتائج المحصل عليها في ظل هذه الجامعة يتضح بجلاء فشلها وفشل كافة توابعها من مجموعات وطنية وعصب·· وبالتالي يتحتم عليها ترك الجمل بما حمل والإنصراف غير مأسوف على أعضائها لما أوصلوا إليه الكرة المغربية من مستوى متدني في ظل التطور المضطرد الذي تعرفه كرة القدم الإفريقية· إن الإقلاع الكروي في المغرب يتطلب إرادة سياسية تضع الرياضة كمشروع إستثماري مستقبلي على غرار ما يتم إتباعه من طرف بعض الدول، دون الإعتماد على الصدف لأن النجاح يتأتى بناء على تصورات وبرامج واضحة المعالم وليس على العشوائية والإرتجالية وانتظار ما ستجود به الأقدار· إن الرسالة الملكية الأخيرة التي تليت في المناظرة الوطنية للرياضة والتي وضعت خارطة الطريق لإقلاع رياضي حقيقي ينبني على أسس ومنهجيات دقيقة معتمدة على موارد بشرية كفأة ومؤهلة وغير مسترزقة· وبالعودة إلى كرة القدم التي هي عصب الرياضة الوطنية فإن المجال لا يسع لسرد كافة المعيقات التي تعرقل المسيرة الكروية من ضعف البنيات التحتية والإفتقار إلى مسيرين أكفاء بالإضافة إلى عدم وضوح قانون المنخرط الذي يقاس على أهواء المكاتب المسيرة لسد الطريق على غير المرغوب فيهم، وعلى ذكر قانون المنخرط فيجب أخذ التجربة المصرية كنموذج من خلال فتح الإنخراط للراغبين من مختلف الشرائح الإجتماعية وبأثمنة في المتناول حتى يصبح للنوادي قواعد مهمة تكسر الإحتكار الذي أصبح خاصية في المغرب، وعليه فإن تقرير لجنة الفيفا التي حلت بالمغرب أوضح عدم جدية الجامعة الملكية المغربية في الرقي بمستوى البطولة الوطنية من خلال اعتمادها على أساليب متجاوزة في التسيير دون وضع تصور واضح المعالم وبالتالي انعكست بالسلب على المنتوج الكروي المغربي الذي أصبح بضعفه يبعد حتى الجماهير المغربية من الملاعب متخذة البطولات الخارجية ملاذا لها ومستمتعة بها مخافة أن يصيبها لا قدر الله داء الشبع الكروي من هزالة المنتوج المغربي!!