لم يشفع إصدار الملك قراره إلغاء العفو عن "الإسباني" مغتصب الأطفال، مساء أمس الأحد، من تخفيف حدة الاحتقان الشعبي في الشارع، فقد خرجت ساكنة القنيطرة موطن الأطفال ال11، ضحايا البيدوفيل الإسباني "دانييل كالفان"، في وقت متأخر من ليلة أمس، للتظاهر في وقفة احتجاجية حاشدة. ورغم الاستنفار الأمني وحالة التأهب القصوى التي عرفتها المدينة منذ تسرب خبر العفو عن 48 سجينا إسبانيا، من بينهم السفاح الإسباني الذي هز مدينة القنيطرة بجرائمه البشعة سنة 2010، إلا أن المواطنين انتظموا بعفوية في وقفة حاشدة، شارك فيها نشطاء يساريون وإسلاميون وسلفيون ومواطنون عاديون. وفي جو غاضب امتزج بمرارة "الحكرة" وهول الفضيحة، رفع المحتجون شعارات قوية منددة بقرار العفو الملكي، معتبرين الأمر "إهانة" و"حط" من كرامة القنيطريين ولشعب المغربي عامة، مطالبين بإعادة السفاح الإسباني إلى "الحبس". وبعد خمسة أيام من تفجر «فضيحة» العفو، فإن الساكنة القنيطرية لم تكد تتنفس الصعداء من هول الصدمة التي خلفها القرار المفاجئ، حيث أكدوا خلال الوقفة على مواصلة الاحتجاج إلى حين الكشف عن المتورط في الموقع على اسم السفاح، وتقديمه للمحاكمة، بسبب إهانته للشعب المغربي واستخفافه بكرامته. وطيلة مدة الوقفة التي امتدت لأزيد من ساعة، لم تسجل أي حالة تدخل أمني أو تحرش أو احتكاك بين رجال الأمن الذين تواجدوا بكثافة بمنطقة قريبة من مكان الوقفة، وبين المتظاهرين الغاضبين. ويلاحظ أنه رغم صدور بلاغين من الديوان الملكي، آخرهما قرار رفع العفو عن المجرم "دانييال كالفان"، إلا أن وقائع الفضيحة التي وصفت ب«المجلجلة»، مازالت تتفاعل في الشارع، حيث مازالت دعوات التظاهر والاحتجاج تتوسع، ردا على التدخلات العنيفة في حق المتظاهرين في عدد من وقفات "العفو".