اعتبر الفقيه المقاصدي أحمد الريسوني أن العالم إذا أصبح تابعا لأحد في علمه فقد «زهقت روحه العلمية»، مؤكدا على ضرورة إسقاط أي خطوط حمراء في مسألة الاجتهاد الفقهي والإفتاء، مضيفا أن "من التحديات أمام التجديد الفقهي قضية التبعية، حيث أن طبقة كبيرة من الفقهاء تعيش التبعية للدولة الوطنية التي يعيش فيها. وأشار الريسوني إلى أن البعض في المغرب يحاول وضع هذه الخطوط الحمراء أمام العلماء والفقهاء، بدعوى أن المغرب بلد يحكمه أمير المؤمنين، ورد على ذلك بالقول أن "أمير المؤمنين لا يمكنه أن يغلق فم أحد". وأضاف الريسوني، الذي كان يتحدث في ندوة عن التجديد الديني، خلال ملتقى شبيبة العدالة والتنمية، أن الربيع العربي أتاح الفرصة لمزيد من التحرر في مسألة الإفتاء، ومع ذلك فإن أكثر العلماء لا يقتربون من السياسة مثلا، ومثل على ذلك بعلماء السعودية الذين "يتكلمون في كل شيء إلا عن حكام السعودية". واصل الرئيس الخبير السابق بمجمع الفقه الإسلامي بجدة هجومه على حكام السعودية، واصفا إياهم بأنهم "ظلمات بعضها فوق بعض"، وانتقد علماء السعودية بسبب انسحابهم من الخوض في المواضيع السياسية التي تهم الأمة، ووصفهم بأنهم "يأكلون الطعام ولكن لا يمشون في الأسواق". وقال الريسوني إنه "ليست هناك قضية غير قابلة للدراسة الفقهية والشرعية، وذلك يعتمد على القاعدة التي تقول: "ما من حادثة إلا ولله فيها حكم، علمه من علمه وجهله من جهله"، وأضاف أن: "الله أشرك العقل البشري في إنتاج الدين وأحكامه"، ولم يجعل الإنسان "آلة ميكانيكية لتنفيذ أحكام الدين، وإنما خصص له حيزا للاجتهاد وتكييف الأحكام".