تتعرض صحفيات ومستخدمات في "أخبار اليوم" و"اليوم 24″ خلال الأيام الأخيرة لحملة تشهير وتهديد من قبل أشخاص مجهولين، استعملوا الهاتف لتوجيه رسائل إليهن بشكل مباشر أو إلى أزواجهم وبعضهم لا علاقة له بالمجال الصحفي. وتختلف الوضعية من حالة إلى أخرى. فقد بدأت بالنسبة لبعضهن مباشرة بعد نشر محاضر الشرطة القضائية المتعلقة بقضية الصحفي ومدير نشر المؤسستين، توفيق بوعشرين، خصوصا وأن تلك المحاضر احتوت على أرقام هواتف المشتكيات والمصرحات. ومن بين هؤلاء الأشخاص المجهولين، شخص يدعي أنه "بوليسي" أقر في رسائله العديدة بأنه حصل على هاتف إحدى الصحفيات المصرحات من محضر الشرطة القضائية، واستعمله في إرسال رسائل تحرش جنسي أولا قبل أن يلجأ إلى أسلوب التشهير والتهديد، بحيث لا يكف عن ذلك ليلا أو نهارا، قبل أن ينتقل إلى محاولة ربط الاتصال الهاتفي بها، الوضع الذي تسبب لها في "قلق مستمر وضغط نفسي". وتتوصل نفس الصحفية برسائل استهزاء وتشهير وسب من أشخاص آخرين، ممن حصلوا على هاتفها من محضر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بعد أن رفعت عنه السرية بعد تقديم الزميل توفيق بوعشرين أمام النيابة العامة يوم 26 فبراير الماضي. وتزايدت مثل هذه التحرشات بعد أن لجأت جهة مجهولة إلى نسخ المحضر كما أحاله الوكيل العام للملك على المحكمة، وترويجه عبر "الواتساب"، لأهداف غير معلومة. ولم تتوقف هذه التحرشات بالمصرحات في القضية، بل انتقل في الأيام الأخيرة إلى الضغط والاستفزاز والتهديد إلى صحفيات لا علاقة لهن بقضية بوعشرين سوى أنهن يعملن في المؤسسات التي يديرها. ولجأ بعض هؤلاء المجهولين إلى البحث عن هواتف أزواج بعض الصحفيات العاملات في "أخبار اليوم" و"اليوم24″ منهم أزواج لا علاقة لهم بالمجال الصحفي، توصلوا برسائل مؤذية لهم ولزوجاتهم ولاستقرارهم الأسري والعائلي. ومما جاء في إحدى الرسائل التي توصل بها زوج إحدى الصحفيات "زوجتك ذاقت الحلوى ديال بوعشرين"، بينما توصل زوج صحفية أخرى برسالة من طرف نفس الرقم الهاتفي جاء فيها "أكيد أن زوجتك مرت من كنبة بوعشرين..عليك التأكد من هوية الأبناء". وتقدمت إحدى الصحفيات رفقة زوجها أول أمس الخميس بشكاية أمام الشرطة بمدينة الرباط، في حين تستعد الأخريات للإقدام على نفس الخطوة. في السياق كذلك، اشتكت صحفيات أخريات من حملة تشهير على "الفايسبوك" من قبل حسابات وهمية وأخرى تحمل أسماء مناطق أو مدن. وفي إحدى الحالات، لجأت تلك الحسابات إلى اختلاق تعليقات لا أساس لها في الواقع، تسيء للصحفية ولعائلتها، ونسبتها لها رفقة صورة خاصة بها وصور لبعض أقربائها. ووصل الضغط النفسي على صحفيات وصحفيي "أخبار اليوم" و"اليوم 24″ إلى أبعد مداه، حين شرعت صحفية وبرلمانية في مجلس النواب عن حزب سياسي معروف في الاتصال بصحفيين وصحفيات لتخويفهن بشأن استقرارهم المهني، وتقترح عليهم وعليهن مغادرة "أخبار اليوم" و"اليوم 24″، على أن تتوسط لهم ولهن في البحث عن عمل بمؤسسات إعلامية أخرى تزعم أن لها بمدراء النشر فيها علاقات عميقة.