شهدت أحياء مدينة نانت، الواقعة في شمال غرب فرنسا، ليلة أمس الثلاثاء، أعمال عنف واسعة إثر مقتل شاب، يبلغ من العمر 22 سنة، في حي لوبري برصاص شرطي، أطلق عليه النار، بعدما صدم شرطيا في نقطة التفتيش، ما دفع شرطيا آخر لإطلاق النار عليه. ودعت وزيرة العدل الفرنسية، اليوم الأربعاء، إلى "الهدوء" في المدينة الواقعة غرب فرنسا، فيما أظهرت صور، نشرتها وسائل إعلام محلية تخريب عدد من الشوارع، وأضرار لحقت المنازل، والسيارات، وعدد من الممتلكات الخاصة. وقال مدير شرطة المدينة "جان-كريستوف برتران" إن عناصر الشرطة أوقفت سيارة لارتكابها مخالفة، ولكن "السائق، الذي تظاهر بأنه يترجل من سيارته، دهس موظفا في الشرطة"، ما أسفر عن إصابته بجروح طفيفة في ركبتيه "فأطلق أحد زملائه الشرطيين النار وأصاب الشاب، الذي مات لسوء الحظ". وبحسب مصادر أمنية، فإن الشاب أصيب في الشريان السباتي، وأعلنت وفاته لدى وصوله إلى المستشفى. ومن جهته، قال المدعي العام في نانت إنه تم فتح تحقيق "لتحديد الظروف، التي دفعت الشرطي إلى استخدام سلاحه". وفور شيوع نبأ وفاة الشاب، اندلعت أعمال عنف في عدد من الأحياء الحساسة في المدينة، حيث نزل إلى الشوارع شبان مسلحون بقنابل حارقة، وأضرموا النيران في سيارات، ومركز تجاري، بحسب ما أفادت وكالة "فرانس برس". ونقلت الوكالة نفسهاعن أحد سكان المنطقة قوله إنه سمع "دوي انفجارات"، مؤكدا أن "كل شيء كان يحترق (…) كانت ألسنة النيران تلتهم حاويات نفايات، وسيارات، وكان الشبان يحطمون كل شيء، وقد استمر هذا الأمر وقتا طويلا جدا". وبحسب مصدر أمني، فإن الشرطة لم تعتقل أحدا خلال أعمال الشغب هذه، علما أنها نشرت حوالى 200 عنصر لإعادة الأمن إلى المدينة. وقالت وزيرة العدل الفرنسية "نيكول بيلوبيه": "بالتأكيد أدعو إلى الهدوء لأنه سيتم احترام دولة القانون تماما".