في الوقت الذي مد فيه الملك محمد السادس، يد السلام إلى الجارة الشرقية الجزائر، قبل أيام في خطاب المسيرة الخضراء، وفي غياب أي رد رسمي جزائري، بدأت الجبهة الإنفصالية ”البوليساريو” في تحركاتها للتأكيد على استثناء موضوع الصحراء من أي مفاوضات قادمة بين المغرب والجزائر. الإعلام الجزائري اعتبر من خلال مصادره الديبلوماسية أن “دعوة الملك للمفاوضات بين البلدين جاءت قبل أسابيع فقط من المفاوضات بين المغرب وجبهة البوليساريو المزمع انعقادها في العاصمة السويسرية جنيف بداية شهر ديسمبر المقبل”، مما اعتبرته الجزائر “محاولة المغرب لكسبها في صفه قبل بداية هذه المفاوضات”. المصادر الديبلوماسية الجزائرية قالت إن “المغرب لم يتحرك في أرض الواقع، إذ أن سفير الجزائر في المغرب لم يتلق أي اتصال أو مراسلة من طرف الخارجية المغربية للبحث عن سبل لتسوية العلاقات بين البلدين، وفتح قنوات الحوار كما جاء في الخطاب الملكي”. الجزائر التي وضعت شروط لنزع فتيل الفتور المتقد بين البلدين الجاريين، بدأت تحركاتها الحقوقية مع جبهة البوليساريو الانفصالية، والتي لخبط مضمون الخطاب الملكي أوراقها. وحل، يوم أمس الاثتين، عبد القادر الطالب عمر ما يسمى ب”السفير الصحراوي بالجزائر” وأبا الحيسن “رئيس اللجنة الصحراوية لحقوق الإنسان”، ضيوفا على رئيسة المجلس الوطني الجزائري لحقوق الإنسان، التي استقبلتهما مرفوقة بالأمين العام للمجلس. رئيسة المجلس الوطني الجزائري لحقوق الإنسان أكدت من خلال اللقاء على موقف بلدها الثابت اتجاه الصحراء المغربية، وهو الموقف الداعم للجبهة الإنفصالية، ولتحركاتها المشبوهة فوق أراضي الأقاليم الجنوبية. اللقاء اعتبرته الجزائر عبر وسائل الإعلام رد على دعوة ملك البلاد إلى بداية صفحة جديدة بين البلدين الجاريين، إذ إن غياب الردود الرسمية، لا من الوزير الأول الجزائري أو وزير الخارجية، فتح الباب أمام مؤسسات الدولة للرد بطريقة ضمنية على الخطاب الملكي.