تطور جديد في قضية الأطنان الفاسدة من القمح بمكناس، وهي القضية التي تفجرت في رمضان سنة 2018، عقب ضبط الكمية المذكورة من لدن السلطات بمطحنة مشهورة بالحي الصناعي لسيدي بوزكري. فقد أصدرت الغرفة الجنحية بالمحكمة الابتدائية يوم الاثنين الأخير، حكمها القاضي بحبس فاضح هذه القضية ب4 أشهر نافذة. وبحسب المعلومات التي حصلت عليها “أخبار اليوم” من مصدر قريب من الموضوع، فإن رئيس قسم الإنتاج بالمطحنة، والتي كانت موضوع بلاغ سابق لسلطات عمالة مكناس في قضية الغش وترويج قمح فاسد عشية رمضان سنة 2018، تحول من مُبلغ عن قضية غش إلى متهم بالتبليغ عن جريمة يعلم بعدم حدوثها، حيت تابعه مؤخرا وكيل الملك بناء على شكاية تقدم بها ضده، صاحب المطحنة بعدما حصل بداية شهر يونيو الماضي على حكم البراءة من الغرفة الجنحية الاستئنافية بمكناس، قضت بعدم ثبوت التهم الثقيلة التي تابعته بها النيابة العامة في رمضان 2018، والمتعلقة ب”حيازة مواد غذائية فاسدة وسامة وأخرى منتهية الصلاحية داخل مستودعات”. وأسس وكيل الملك حينها متابعته لصاحب المطحنة، بناء على شهادة رئيس قسم الإنتاج والتسويق، وبلاغ لجنة مختلطة ضمت ممثلين عن المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، والمكتب الوطني المهني للحبوب والقطاني، وقسم الشؤون الاقتصادية والتنسيق بعمالة مكناس، والتي وضعت يدها حينها على 900 طن من القمح الصلب الفاسد، و8 أطنان أخرى من دقيق “السميد” المستدير، كان صاحب المطحنة بصدد الإعداد لترويجها في الأسواق عشية حلول رمضان 2018، بحسب إفادة عامل المطحنة، غير أن المحكمة عادت فقضت ابتدائيا واستئنافيا ببراءة مالك الشركة من التهم الثقيلة التي واجهها، وحجتها على ذلك، كما جاء في تعليلها للحكم، نتائج الخبرة التي أجريت بأمر من المحكمة على المعطيات العلمية والتقنية، وكذا المستندات التي تخص عينات القمح وسميده المشكوك في جودتيهما، حيث عاين الخبراء توفر المطحنة على أحدث المعدات، فيما برهن مالكها عن طريق شهود من العمال بأن أطنان الدقيق الصلب المحجوز من قبل لجن المراقبة في رمضان 2018، لم تكن موجهة للمستهلك، وأن المراقبين وجدوها بداخل مستودع خاص بالقمح الفاسد، حيث يحتفظ به هناك قبل إتلافه، بحسب تصريحات صاحب المطحنة، والتي اقتنعت بها المحكمة على ما يبدو ومنحه براءته، وهو ما أثار وما يزال جدلا بمدينة مكناس، بعدما تحول فاضح فساد القمح إلى متهم بالإبلاغ عن جريمة يعلم بعدم حدوثها، تورد مصادر “أخبار اليوم” القريبة من الموضوع. آخر الأخبار القادمة من مكناس بخصوص هذه القضية، جاءت على لسان رئيس قسم الإنتاج والتسويق بالمطحنة المشهورة بالعاصمة الإسماعيلية، حسن شقنقار، والذي أعلن في بلاغ له عممه على نطاق واسع بمواقع التواصل الاجتماعي، أنه طعن بالاستئناف في الحكم الابتدائي الذي صدر ضده يوم الاثنين الأخير، قضى بإدانته ب4 أشهر حبسا نافذا، بتهمة “إهانة الضابطة القضائية، والتبليغ عن جريمة يعلم بعدم حدوثها”، مع أدائه لصاحب المطحنة تعويضا حددته المحكمة في 4 ملايين سنتيم. ويُعول “فاضح الدقيق الفاسد”، كما بات يُعرف بين المكناسيين، على الجولة الثانية لإثبات صحة ما بلغ عنه، وحجته أن لجنة مختلطة ضمت ممثلين عن المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، والمكتب الوطني المهني للحبوب والقطاني، وقسم الشؤون الاقتصادية والتنسيق بعمالة مكناس، سبق لهم أن ضبطوا 900 طن من القمح الصلب الفاسد، و8 أطنان أخرى من دقيق “السميد” المستدير، كان صاحب المطحنة بصدد الإعداد لترويجها في الأسواق عشية حلول رمضان 2018، وهو ما أكده بلاغ رسمي لسلطات مكناس، قبل أن يُفاجأ الجميع بحكم المحكمة ببراءة صاحب المطحنة من المنسوب إليه، يقول المتهم بالبلاغ الكاذب في تعليقه للصحافة