أرجعت وزارة الصحة الارتفاع الكبير في الأسابيع الماضية في عدد الإصابات الجديدة المكتشفة بفيروس كورونا المستجد ببلدنا، إلى ثلاثة أسباب، أولها توسيع دائرة الفحوصات المخبرية في إطار الكشف المبكر على المرض، ورفع الحجر الصحي، فضلا عما اعتبرته "السلوكيات غير المسؤولة لدى المواطنين في الالتزام بالإجراءات الصحية الوقائية من طرف بعض المواطنين". وسجلت جميلة الجبيلي، رئيسة قسم الإعلام والتواصل بالنيابة بوزارة الصحة، أن حالة الاطمئنان التي تبعثها ارتفاع نسبة الشفاء في بلدنا، "يفسدها أيضا ظهور حالات جديدة يومية بسبب سلوكيات غير مسؤولة عند بعض الأشخاص غير الواعين بخطورة عدم الالتزام والتراخي في الإجراءات الوقائية الموصى بها، وهو ما يعرض للخطر حياة الأشخاص الأكثر عرضة للخطر وهم المسنون والمصابون بأمراض مزمنة، وأيضا ضعاف المناعة"، ويصعب مهمة السلطات الصحية التي "بذلت وتبذل قصارى مجوداتها للسيطرة على وباء "كوفيد-19′′، على حد تعبير المتحدثة. وفي عرضها الذي قدمت من خلاله مقارنة بين الوضع الوبائي في المغرب والعالم، إلى حدود معطيات الأربعاء 15 يوليوز على الساعة السادسة مساءً، أكدت المسؤولة في وزارة الصحة أن إجمالي الحالات المؤكدة في العالم، هو 13 مليونا و150 ألفا وعدد الوفيات 574 ألفا، مقابل 16 ألفًا و181 حالة في المغرب. أما في الشق المرتبط بمعدل الإماتة فسجلت الجبيلي أنه بلغ حدود 4,2 في المائة عبر العالم، فيما المملكة تسجل نسبة ضعيفة في حدود 1.6 في المائة. مقابل معدل الشفاء الذي على المستوى العالمي 59.6 في المائة، فيما في المغرب يبلغ 84.6 في المائة، كما أن أكبر حصيلة لعدد الحالات المتعافية تماما من الوباء جرى تسجيلها خلال الأسبوع الثاني من شهر يوليوز، وذلك بعد شفاء أشخاص كانوا حاملين للفيروس بدون أن تظهر عليهم أي أعراض. وبخصوص الارتفاع الطفيف في عدد الوفيات اليومية التي تسجلها وزارة الصحة، قالت الجبيلي إنه جرى تسجيل أكبر عدد أسبوعي، وهو 47 وفاة، خلال شهر أبريل الماضي لدى الأشخاص المسنين والمصابين بأمراض مزمنة، مشيرة إلى أنه خلال فرض الحَجر الصحي كان عدد الوفيات ينخفض بشكل أسبوعي وتدريجي، وهذا تفسيره، حسب المسؤولة في وزارة الصحة، "أن الفئات الفتية النشيطة هي التي كانت تخرج، فيما لزم المسنون وضعاف المناعة المنازل، لكن مع رفع الحجر الصحي ارتفعت الوفيات لدى المسنين وذوي الأمراض المزمنة، وهذا راجع إلى حالة التراخي والتهاون لدى البعض". وبحسب المعطيات التي قدمتها المسؤولة في وزارة الصحة، فإن سن الأشخاص المصابين بفيروس كورونا ببلدنا يتراوح ما بين 30 و55 سنة، مع متوسط سن 55 سنة، مشيرة إلى أن إصابة فئة الشباب راجعة إلى سببين: عملية الكشف بالوحدات الصناعية، إضافة إلى أن هذه الفئة هي التي كانت تخرج للعمل خلال الحجر الصحي. أما في الشق المرتبط بالنوع، فذكرت الجبيلي أن الإصابات بفيروس كورونا المستجد ترتفع لدى الذكور في المغرب، حيث تصل النسبة إلى 53 في المائة؛ فيما تصل إلى 47 في المائة لدى الإناث، كما أن الفيروس يفتك بالذكور بنسبة 67 في المائة، فيما تصل نسبة الإماتة لدى الإناث حوالي 33 في المائة. كما يُسجل أكبر عدد من الوفيات لدى الفئة العمرية ما بين 40 و65 سنة، أي المسنين والمصابين بأمراض مزمنة. وذكرت الجبيلي بأن المغرب اعتمد ابتداء من شهر ماي على تعزيز قدرات المختبرات واعتماد إستراتيجية الكشف المبكر، حيث تم رفع عدد الاختبارات اليومية إلى 20 ألف تحليلة، ليصل المجموع اليوم حوالي مليون و128 ألف اختبار. وبخصوص ارتفاع الإصابات في طنجة خلال الأيام الماضية، تقول الجبيلي إن وزير الصحة خالد أيت الطالب قام، رفقة السلطات المحلية ومسؤولي المصالح الصحية، بزيارتين متتاليتين للاطلاع على الوضع في الجهة، ونتج عن هذه الزيارة "تعزيز العرض الصحي، حيث جرى رفع الطاقة السريرية للإنعاش بمستشفى محمد السادس بطنجة من 14 إلى 29 سريرا، وتزويده ب30 جهاز تنفس اصطناعي، و20 جهاز أوكسجين، وحمولة إضافية من الأدوية، ناهيك عن تعيين 9 أطباء متخصصين في طب الإنعاش وكذا 50 ممرضاً". وأهابت المسؤولة في وزارة الصحة بالمغاربة بضرورة الالتزام بأربعة إجراءات وقائية ضرورية، تتمثل في مسافة الأمان لا تقل عن متر واحد، وارتداء الكمامة، وغسل اليدين باستمرار لمدة 40 ثانية، وتحميل تطبيق "وقايتنا" الذي لا يعتبر إلزاميا، لكنه ضرورة خلال هذه المرحلة.