أكد رئيس مجلس الجالية المغربية بالخارج، إدريس اليزمي، الثلاثاء بالرباط، أن المغرب يُعد من الدول الرائدة في تطوير سياسات عمومية موجهة لإشراك جاليته في مسار التنمية الوطنية، مشيراً إلى أن هذا التوجه الاستراتيجي رافق الإصلاحات الكبرى التي أطلقتها المملكة منذ تسعينيات القرن الماضي. وأوضح اليزمي، خلال الجلسة الختامية للندوة التي نظمها مجلس الجالية المغربية بالخارج بشراكة مع الجامعة الدولية للرباط، تحت شعار "التعليم، البحث وريادة الأعمال: السياسات العمومية ومغاربة العالم"، أن المغرب أرسى منذ عقود منظومة مؤسساتية متكاملة، من أبرز مكوناتها مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج، التي تضطلع بدور محوري في مواكبة أفراد الجالية وحماية حقوقهم. وأشاد رئيس المجلس بالتقدم المحرز في رقمنة الخدمات الموجهة لمغاربة العالم، معتبراً أن هذه الدينامية "تعكس وعياً متزايداً بأهمية الجالية كرافعة استراتيجية للتنمية". ودعا إلى تنسيق أكبر بين السياسات الوطنية والجهوية لتعبئة الكفاءات المغربية بالخارج في خدمة التنمية الجهوية والمجالية. من جهته، ركّز وزير التجهيز والماء نزار بركة على أهمية إدارة الموارد المائية في ظل التغيرات المناخية، مسلطاً الضوء على التقدم المحرز في تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للتدبير المتكامل للمياه، التي تندرج في إطار الرؤية الملكية لتأمين الأمن المائي للمملكة. وأبرز بركة أن المغرب يعزز قدرته على مواجهة الإجهاد المائي عبر توسيع محطات تحلية المياه، وإعادة استعمال المياه المعالجة، وتحسين النجاعة المائية، داعياً كفاءات مغاربة العالم إلى المساهمة في البحث التطبيقي والابتكار ونقل التكنولوجيا في مجالي الماء والطاقة المتجددة. من جانبه، أكد رئيس الجامعة الدولية للرباط نور الدين مؤدب أن الجامعة تعمل على خلق جسور للتواصل بين الباحثين المغاربة داخل الوطن وخارجه، بغية تعزيز التعاون العلمي والابتكار، مسلطاً الضوء على مساهمة الجامعة في التنمية السوسيو-اقتصادية، من خلال التكوين وتعزيز القدرات البشرية. وشهدت الجلسة الختامية تقديم دراستين: الأولى تناولت ديناميات عودة كفاءات مغاربة العالم، والثانية ركزت على الإجهاد المائي ودور الكفاءات المغربية في ابتكار حلول مستدامة، مع الدعوة إلى دمج مساهمات الجالية ضمن مقاربة تشاركية ومندمجة للتنمية الوطنية.