أثار قرار السلطات الجزائرية، بالشروع في تشييد جدار إسمنتي على حدودها الغربية، الكثير من الأسئلة، خصوصا أنه لم تمض سوى أشهر قليلة على نهاية عملية توسعة الخنادق، التي كان قد شرع في إنجازها على الحدود نفسها عام 2012. وفي هذا الصدد، أضح خالد شيات، أستاذ العلاقات الدولية، والباحث في الشؤون المغاربية، في جماعة محمد الأول بوجدة، في تصريح ل"اليوم24″ ان اختيار توقيت الشروع في بناء الجدار "ليس بريئا"، إذ "تزامن مع دعوة المغرب إلى تطبيع العلاقات. وأكد شيات، أن اللوم لا يقع على الجزائر وحدها، وإنما، أيضا، على المغرب، الذي كان عليه أن ينسق مع الجارة الشرقية فيما يخص بناء السياج. وأشار شيات، إلى أن التحديات، التي تواجهها الدولتان من خطر الإرهاب والهجرة، تؤكد أن "التنسيق الأمني والتعاون المشترك أقل تكلفة، ولا يحتاج إلى كل هذه الأسوار من الجانبين"، يضيف المتحدث نفسه. وأضاف الباحث، في العلاقات الدولية أن "هناك، فعلا، تصعيدا من الجانب الجزائري، بسينما كنا نأمل أن تنتصر الحكمة والرشد على ردود الأفعال غير المحسوبة"، يقول شيات. وكشف أن "الجدار ليس حلا دائما"، وإنما هو استثنائي، ويبقى فتح الحدود البرية بين البلدين والتعاون والتنسيق بينهما هو الحل الأنسب، إذ تكلفته قليلة مقابل مردوديته على كل من المستوى الأمني، والاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي. وفي هذا السياق، أكد شيات أن وضع "اللا اندماج" يتسبب في خسارة المغرب، والجزائر لملايير الدولارات، مبرزا أن "محاربة كل أشكال الإرهاب والتطرف تتطلب من البلدين مزيدا من التنمية، والتطور، والديمقراطية". وأفاد انه لتجاوز الوضع الحالي، والتمكن من تبوأ مكانة مهمة، على مستوى سلم التنمية، لابد من بناء اندماج حقيقي قابل للتطور بين البلدين.