لن تلمس يدي النافذة لن أفتح الباب بعد الآن، ولن أضع يدي على أية نافذة لن أفتح رسائل البريد. ولن أقول لأحد إني تعبت. مضت سنوات و أنا أقلب بين الجدران والعواطف عن سبب حدوث هذا الشرخ العظيم، من أين جاء هذا النهر و فاض على الحقول ؟ و كيف انجرفت الصخور وأخذت معها الأزهار. أجراس كنيسة في مهب الريح والصراخ المهيب الذي يقسم القلب إلى نصفين . إنها ساعة الفجر الآن، أقف كأي حارس يقظ في آخر الليل، في يدي أقفال النحاس ومفاتيحها وبضع أسرار لا تخص أحدا، ساعات خفيفة إثر أخرى تحمل معها فرحا باردا كالرذاذ معجزة في طرس أو رصاصة في جمجمة. صامتا أقف ولا شأن لي بمستقبل الكلمات المهاجرة إلى الثلج فهي دائما تفضل أن تموت وحيدة تحت أقبية الخشب. لكنني أحدس بالضجر وبجبروته أن هذا العزف الأوركسترالي سينتهي حتما بقرع طبول عملاقة .ومع ذلك وضد كل ذلك فلن أفتح الباب ولن تلمس يدي النافذة . أحمل أزهارا إلى الينابيع بعزيمة مؤمن وبهدوء بومة في ليلة مقمرة، أمشي منتبها لهبوب الماء بين الأشجار. مرددا نشيد معاول صدئة في صدري وممجدا آيات صمت جبار أمشي كثيرا بلا توقف ولي طريقي السحرية وكرنفال ممشاي وأدخنة أحزان تتصاعد في السماء وكلما اقتربت من ساحل تحطمت قوارب وأمواج وأساطير هكذا أنا يا رفاقي مجرد رجل يمشي ويحمل أزهارا إلى الينابيع