كشفت رسائل بريد إلكتروني جديدة عن طبيعة العلاقة التي جمعت الملياردير الأميركي جيفري إبستين، المتورط في شبكة واسعة لاستغلال القاصرات، بالمستثمر توم براك، السفير الأميركي لدى تركيا والمبعوث الخاص السابق إلى سوريا والمقرّب من حملة دونالد ترمب. وتُظهر الوثائق أيضاً أن إبستين رتّب لقاءات جمعت براك والملياردير بيتر ثيل مع السفير الروسي السابق لدى الأممالمتحدة فيتالي تشوركين، ما يعيد تسليط الضوء على شبكة علاقاته الواسعة مع شخصيات سياسية ومالية نافذة.
وبحسب رسائل نشرتها صحيفة "وول ستريت جورنال"، فإن إبستين، الذي عُرف بجزيرته الخاصة التي استقبل فيها كبار السياسيين والمشاهير، وجّه عام 2016 دعوات لبراك وثيل لحضور اجتماعات مع تشوركين. وتكشف إحدى الرسائل عن علاقة ودية بين إبستين وبراك، إذ بعث إبستين خلال مارس 2016 رسالة يقول فيها: «أرسل صوراً لك ولطفلك، اجعلني أبتسم»، من دون أن توضح الوثائق المقصود بحديثه عن "الطفل". وتُظهر الرسائل أن براك كان يراسل إبستين بشأن مكالمات يتلقاها حول علاقتهما المشتركة بدونالد ترمب وبيل كلينتون، بينما قال إبستين إنه يحاول تجاهل تلك الاتصالات. وجاء ذلك في وقت كانت فيه الفضائح الجنسية لإبستين معروفة على نطاق واسع، بعد قضائه نحو عام في سجن بولاية فلوريدا إثر اتهامه بالاعتداء الجنسي على فتاة تبلغ 14 عاماً. وقد أثار الحكم المخفّف بحقه – ضمن اتفاق قضائي سمح له بالعمل خارج السجن خلال النهار – موجة انتقادات حادة للنظام القضائي الأميركي. وتشير الوثائق إلى أن إبستين نسّق أيضاً لقاءات مع ماكس تشوركين، نجل السفير الروسي، الذي كان حينها طالباً في كلية إدارة الأعمال قبل أن يعمل لاحقاً في أحد البنوك الروسية. ووفق الجداول التي اطلعت عليها الصحيفة، حدّد إبستين ما لا يقل عن ثمانية اجتماعات مع السفير تشوركين بين 2014 و2016، بعضها عُقد بالفعل في منزل إبستين بنيويورك، فيما لم يُعرف ما إذا كانت جميع اللقاءات الأخرى قد تمت. وخلال سبتمبر 2016، أدرج اسم توم براك مرتين في جدول إبستين ضمن فعالية "يوم مفتوح" كان يُخطّط لأن تجمع تشوركين والمخرج الأميركي وودي آلن وغيرهما. ولم يرد براك على طلب "وول ستريت جورنال" للتعليق على مضمون هذه الوثائق. وتظل أهداف تلك اللقاءات غير واضحة، بينما تزيد الرسائل المنشورة من التساؤلات حول علاقات إبستين الواسعة ونفوذه، وكيف تمكن من مواصلة استغلال الفتيات القاصرات رغم سجله الجنائي السابق.