ما تزال الحادثة المأساوية التي شهدتها مدينة كومو بشمال إيطاليا، يوم الجمعة الماضي، والتي راح ضحيتها خمسة أشخاص من عائلة مغربية، تسيل الكثير من المداد بهذا البلد. ويواصل القضاء بإيطاليا التحقيق في الحادث لمعرفة كافة تفاصيله، ولكشف حقيقة الاتهامات التي وجهها أب الأطفال الأربعة الذين قضوا في الحادث، إلى مصلحة المساعدات الاجتماعية ببلدية كومو، والتي اتهم فيها موظفيها بالتقصير والتلكؤ في مساعدته على إعالة أطفاله، وتسببهم في معاناته. وكشفت وسائل اعلام محلية بمدينة كومو، اليوم الاثنين، عن معطيات جديدة حول هذه المأساة التي اهتزت لها إيطاليا، وعن اللحظات التي سبقت إقدام فيصل هيطوط (50 سنة) على إضرام النار في شقته للإجهاز على نفسه وعلى أرواح أبنائه الأربعة. ووفق هذه المصادر، فقد قضى الخمسيني المغربي الساعات التي سبقت لحظة إشعاله النار في بعث رسائل وتسجيلات صوتية وصور عبر تطبيق "واتساب" إلى عدد من الأشخاص، سواء أصدقائه أو من موظفين تعرّف عليهم عندما كان يطرق أبوابهم، لكي يخبرهم بأنه فقد كل أمل في إيجاد حل لمشاكله. ومن بين الذين راسلهم المغربي، محاميته التي بعث لها برسالة نصية في نفس الليلة التي سبقت الحادثة، وكتب لها عبارة " الآن سأحرق كل شيء"، لكن المحامية لم تتطلع على الرسالة حتى صباح اليوم الموالي، فاتصلت بمحافظة الأمن للابلاغ عنها ، لكن الوقت كان قد فات لأن المغربي نفذ ما أعلن عنه وأحرق كل شيء. وكان مقرراً أن يحضر الضحية إلى جلسة في محكمة القاصرين، صباح اليوم، للرد على أسئلة القاضي حول أبنائه الذين منعهم من الذهاب إلى المدرسة احتجاجاً على أوضاعه المعيشية ، وقد أحس بأن المحكمة تتجه إلى الاقتناع بنزع حضانة أبنائه منه، و نقلهم لمؤسسة عمومية لحضانة القاصرين، وهذا ما يخشاه وربما أحد الأسباب التي دفعته إلى القيام برد فعله المأساوي. وأرسل "هيطوط"، في نفس الليلة، على الساعة الثانية صباحاً، صور أبنائه الصغار إلى مجموعة من الأشخاص من بينهم رئيسة جمعية تدعى "سكالابريني" كانت تؤدي له أقساط كراء بيته، هذه الأخيرة قالت في تصريحات لموقع محلي بمدينة كومو، بأنها بدورها ما تزال تحت وقع الصدمة. وكان الخمسيني المغربي يعيش ظروفاً اجتماعية عصيبة، بسبب فقدانه لعمله، لأجل التفرغ لرعاية أبنائه الأربعة الذين منحته المحكمة حق حضانتهم بعد نقل زوجته، منذ أشهر، إلى مؤسسة للعلاج، بسبب معاناتها من اضطرابات نفسية ومن الاكتئاب. وطرق المهاجر المغربي، الذي عاش بإيطاليا لمدة 13 عاماً، عدة أبواب للبحث عمن يساعده على تحمل مصاريف صغاره. وسبق لرب الأسرة المغربي أن وجه رسالة، عبر فيسبوك إلى جريدة "لاپروفينشا دي كومو"، يشتكي فيها من ظروفه المعيشية، ومن معاملة سيئة من موظفين في قسم المساعدات الاجتماعية ببلدية كومو خاصة اثنان منهما وصفهما " بالوحوش