على غرار الأزمة السياسية، يبدو أن شظايا الأزمة المالية التي تضرب المشاريع الاقتصادية للمليونير سعد الحريري، رئيس الوزراء اللبناني المستقيل، أصابت مواطنين مغاربة في السعودية ذنبهم الوحيد هو أنهم قرروا قبل سنوات الاشتغال في شركة «سعودي أوجيه» التي يملكها الحريري، قبل أن تفلس الشركة ويتهرب القائمون عليها من دفع رواتب ومستحقات خمسين ألف موظف من أكثر من 30 جنسية، حسب ما أشارت إليه وكالة الأنباء الفرنسية. ورث الحريري سنة 1994 مجموعة «سعودي أوجيه»، التي أسسها في سبعينات القرن الماضي والده رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري الذي اغتيل سنة 2005، غير أن هذه الشركة، التي استثمرت في مشاريع بناء ضخمة، تأثرت اعتبارا من منتصف 2015 بتدهور أسعار النفط، والذي تسبب في وقف مشاريع البناء في السعودية. وتعليقا على أزمة هؤلاء العمال، قال مهندس فرنسي فضل عدم ذكر اسمه: «عندما فهمت ما حصل، اقترضت المال من بعض الأصدقاء وغادرت بسرعة. لم أرد أن احتجز هناك، وأحرم من رؤية عائلتي لمدة سنة. نحن (الفرنسيون)، على الأقل، كنا أكثر حظا من زملائنا الهنود والفيليبينيين والباكستانيين والسنغاليين والبرتغاليين والإسبان والمغاربة. لقد عوملوا معاملة الكلاب». ويطالب العمال المغاربة الشركة بتسديد قرابة 15 مليون أورو من الأجور، وخمسة ملايين أورو لصناديق التقاعد.