نبيل باها يكشف كواليس التأهل للنهائي: كنت واثقاً في أبنائي.. وتأثرت عند تسديد ابني ركلة الترجيح

عبّر نبيل باها، مدرب المنتخب المغربي لأقل من 17 سنة، عن سعادته الكبيرة بقيادة أشبال الأطلس إلى نهائي كأس أمم إفريقيا، بعد تجاوز منتخب كوت ديفوار في مباراة مثيرة امتدت إلى ضربات الترجيح.
وفي تصريحات مؤثرة، تحدث نبيل باها عن صعوبة المواجهة وثقته الكبيرة في لاعبيه، كما كشف تفاصيل إنسانية عميقة رافقت لحظة تسديد ابنه زياد لإحدى الركلات الحاسمة.
وقال نبيل باها في كلمته عقب اللقاء: "أشعر بفخر كبير لبلوغ النهائي، لكن الطريق لم يكن مفروشاً بالورود.
منتخب كوت ديفوار شكل لنا الكثير من المتاعب، وأجبرنا على خوض مباراة صعبة، إلا أني كنت دائماً واثقاً في إمكانيات لاعبينا، حتى عند الوصول إلى ضربات الترجيح".
وأثنى المدرب على أداء الحارس بلعروش، الذي وصفه ب"الركيزة الأساسية" في هذا الإنجاز، قائلاً: "بلعروش لم يبدع فقط خلال ضربات الجزاء، بل كان في قمة مستواه طيلة المباراة، حيث أنقذ مرمانا من فرص خطيرة.
كنت صارماً معه منذ البداية، وطلبت منه أن يتصرف كحارس منتخب وطني، لا كلاعب في نادٍ فقط، وقد استجاب لذلك باحترافية كبيرة".
وفي لحظة شخصية مؤثرة، تطرق باها لتسديدة ابنه زياد خلال ركلات الترجيح، قائلاً: "لم أستطع مشاهدة تسديدته، لأن الأب يبقى أبا في نهاية المطاف. لم أرد أن يضيع الركلة، رغم أنني أحمل نفس المشاعر تجاه كل اللاعبين. في آخر حصة تدريبية، زياد سدد ثلاث ضربات، سجل الأولى، وأهدر الثانية، فطلبت منه أن يسدد الثالثة لينهي التمرين بمعنويات مرتفعة، ونجح في ذلك".
وأكد باها أن التأهل للنهائي كان هدفه منذ انطلاق البطولة، رغم إقراره بصعوبة المهمة، قائلاً: "الكرة الإفريقية تطورت كثيراً، وواجهنا اختبارات قوية.
والآن نركز على المباراة النهائية أمام منتخب مالي، الذي فاجأ الكثيرين بإقصائه لبوركينا فاسو، لكننا نعلم جيداً أن المنتخبات المالية قوية في فئات الشباب".
وأضاف: "لدينا ميزة اللعب على أرضنا، وهو حافز إضافي سيعطينا دفعة قوية من أجل الظفر باللقب، وسنستفيد من دروس النسخة الماضية، حيث ظل التواصل قائماً بيني وبين المدرب السابق سعيد شيبا، لكن هذه المباراة ستكون مختلفة في تفاصيلها".
وختم باها تصريحاته بالتأكيد على أهمية الروح الجماعية في فريقه، موضحاً: "قيادة لاعبين شباب مهمة دقيقة، فهم لم يبلغوا بعد مستوى النضج الكامل، لذلك أحاول دائماً أن أنقل لهم من تجربتي، وأغرس فيهم قيم التلاحم والانضباط، لأن أعظم اللحظات التي عشتها كلاعب كانت مرتبطة بروح المجموعة، وهذا ما نحاول ترسيخه في هذا الجيل الصاعد".