شهدت أسعار النفط انخفاضًا ملحوظًا، مع تراجع خام برنت وغرب تكساس. يعزى ذلك إلى جهود السلام المحتملة بين روسيا وأوكرانيا، ما يقلل من علاوة المخاطر الجيوسياسية. في المقابل، تزيد العقوبات الأمريكية على النفط الروسي من الارتباك، بالإضافة إلى صعود الدولار والسياسة النقدية الأمريكية المتشددة. يتأثر مسار الأسعار بعوامل سياسية ومالية متعددة. تعيش أسواق الطاقة على وقع موجة تراجع جديدة في أسعار النفط، بعدما فقد خام برنت وغرب تكساس جزءاً مهماً من قيمتهما خلال ثلاث جلسات متتالية. ويأتي هذا الهبوط في سياق متداخل يجمع بين مستجدات سياسية حساسة، أبرزها جهود واشنطن لإحياء مسار السلام بين روسيا وأوكرانيا، إلى جانب عوامل مالية مرتبطة بقوة الدولار وتشدد السياسة النقدية الأميركية. سقوط جديد في أسعار النفط شهدت التداولات المبكرة صباح اليوم الجمعة 21 نونبر الجاري، تراجعاً واضحاً في الأسعار، حيث انخفض خام برنت ب71 سنتاً (1.12%) ليستقر عند 62.67 دولاراً للبرميل، بينما هبط خام غرب تكساس الوسيط الأميركي ب71 سنتاً (1.20%) ليصل إلى 58.29 دولاراً للبرميل. وتأتي هذه الخسائر بعد تراجع طفيف في جلسة الخميس، ما يعزز الاتجاه النزولي الذي يطغى على السوق منذ بداية الأسبوع. جهود السلام تقلص علاوة المخاطر الجيوسياسية وفق محللي "ساكسو بنك"، ساهم إعلان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي استعداده للتعاون مع واشنطنوموسكو حول خطة سلام محتملة، في تخفيف الضغوط الجيوسياسية التي كانت تدعم الأسعار طيلة ثلاث سنوات من الحرب. فأي انفراج—even لو كان احتمالياً فقط—يعيد تقييم المخاطر في السوق ويخفض من "علاوة الحرب" التي ظلت تضخّم أسعار الخام. عقوبات جديدة على النفط الروسي تعمّق الارتباك في المقابل، تواصل الولاياتالمتحدة تشديد ضغوطها على قطاع النفط الروسي، إذ تدخل عقوبات جديدة على "روسنفط" و"لوك أويل" حيز التنفيذ. ورغم أن هذه الإجراءات قد ترفع الأسعار نظرياً، إلا أنّ الأسواق تبدو غير مقتنعة بفاعليتها خاصة مع منح "لوك أويل" مهلة إلى 13 دجنبر للتخلص من محفظتها الدولية. محللو ANZ يؤكدون أن الحديث عن اتفاق سلام ما يزال بعيداً، خصوصاً أن كييف رفضت سابقاً مطالب موسكو واعتبرتها غير مقبولة. قوة الدولار تزيد الضغط على أسعار الخام على الجانب المالي، ساهم صعود الدولار—المتجه لتسجيل أفضل أسبوع له منذ أكثر من شهر—في تعزيز الضغوط على الأسعار. فارتفاع العملة الأميركية يجعل النفط المقوّم بالدولار أكثر تكلفة لحاملي العملات الأخرى، ما يقلل الطلب في الأسواق العالمية. ويشير محللو UBS إلى أن المستثمرين خفّضوا توقعاتهم بشأن خفض الفائدة في اجتماع ديسمبر، بعد صدور محضر أكتوبر الذي أظهر انقساماً داخل الاحتياطي الفدرالي. تراجع أسعار النفط لم يعد مرتبطاً فقط بتقلبات العرض والطلب، بل أصبح يعكس شبكة معقّدة من العوامل السياسية والنقدية. وبينما تُبقي الأسواق أعينها على مسار المفاوضات بين موسكو وكييف، يبقى الدولار والسياسة الأميركية عنصرين حاسمين في تحديد اتجاه الأسعار خلال الأسابيع المقبلة. * تم تحرير هذا المقال من قبل فريق موقع "أنا الخبر" اعتمادًا على مصادر مفتوحة، وتمت مراجعته بعناية لتقديم محتوى دقيق وموثوق.