اعتقلت السلطات الأمنية في مدينة تولوز الفرنسية، مساء أمس الإثنين، ثلاث ناشطات نسويات بعد إلصاقهن في شوارع المدينة رسوماً كاريكاتورية تمثّل النبيّ محمد، وذلك بعد ثلاثة أيام من ذبح مدرّس فرنسي لعرضه على تلامذته رسوماً مشابهة. وحملت كل واحدة من "الناشطات النسويات، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية التي أوردت الخبر، سطلا مليئا بالغراء (اللصاق) وفرشاة ومئات الأوراق التي طُبعت عليها الرسوم الكاريكاتورية المسيئة وشرعْن يُلصقنها في شوارع المدينة ل"إغراق" مركز مدينة تولوز ب1000 رسم كاريكاتيري، تأكيدا ل"حقهنّ في التجديف". لكن عناصر الشرطة في المدينة تصدّت لهن وألقت عليهن القبض في الحال. وأضافت الوكالة ذاتها أن ما كانت النساء الثلاث (اللواتي وصفتهن ب"الناشطات النسويات") استرعى انتباه المارة، الذين حاول بعضهم منعهنّ من إكمال ما هنّ بصدده، فيما هاجمهنّ آخرون. لكن "الناشطات" واصلن ما كنّ يقمن به وحاولن الانتهاء منه بأقصى سرعة وعدم تضييع الوقت في مجادلة المارة. لكن الشرطة لم تتأخر في اعتقالهن واقتيادهنّ إلى مخافر الشرطة بتهمة "تعليق ملصقات بصورة غير قانونية"، خصوصا أن ذلك تم في مواقع أثرية. وجاءت هذه الواقعة ساعات فقط بعد إعلان جيرار دارمانان، وزير الداخلية الفرنسي، الشروع في ترحيل 231 مهاجرا أجنبيا نحو بلدانهم واعتقال العشرات من الأشخاص والأئمّة لارتباطهم بالإسلام المتشدد والدعوة للكراهية والتطرف، عقب "ذبح" أستاذ تاريخ (يسمى سامويل باتي) بعد عرضه على تلاميذه صورا كاريكاتورية مسيئة إلى الرسول محمد، ما خلّف ضجّة وجدلا واسعين في البلاد وفتح الباب على مصراعيه ل"هجمة شرسة" ضد الجالية المسلمة في هذا البلد العلماني.