في الأسبوعين الماضيين، استنفرت المصالح البيطرية للمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، مصالحها من أجل اتخاذ التدابير الاستباقية، بسبب إصابة أبقار بضيعة تقع بدوار أولاد سيدي شنان بالجماعة القروية كريفات، التابعة إقليميا للفقيه بن صالح. هذا المرض أثار تخوفا في أوساط الفلاحين بالمغرب من انتشاره إلى باقي القطيع الوطني. نتوقف في فقرة "ثلاثة أسئلة" مع فريد عمراوي، رئيس قسم الصحة الحيوانية بالمكتب الوطني للسلامة الصحية "أونسا"، حول هذا المرض والإجراءات المتخذة من قبل مصالح المكتب المذكور. عرفنا بمرض الحمى القلاعية، ومتى كان أول ظهور له بالمغرب ؟ مرض الحمى القلاعية، هو مرض فيروسي سريع الانتشار، يصيب الحيوانات وخاصة الأبقار، هو معدي وينتقل بسرعة كبيرة فيما بين الأبقار عبر الهواء أو الاتصال فيما بينها. كان أول ظهور للمرض سنة 2014 في البلدان المجاورة للمغرب، وهي الجزائر وتونس، وحينذاك اتخذ المغرب، مجموعة من الإجراءات الاحترازية منها التلقيح ضد الحمى القلاعية. ففي سنة 2015، بالمغرب تم ضبط بعض البؤر وتمت السيطرة عليها في وقت وجيز عن طريق التلقيح المنتظم. ما هي أعراض المرض؟ هي ظهور بعض العلامات المرضية في الفم والأرجل، لذلك نطلب من الفلاحين أنه عند ملاحظة أي تغير في الحالة الصحية للحيوانات كارتفاع درجات الحرارة والنفور من الاكل أو مشاكل في المشي، في هذه الحالات نؤكد على ضرورة التواصل مع المصالح البيطرية المخول لهم بمعرفة الأمراض وتشخيصها. وتتجسد الأعراض، بشكل تفصيلي في ارتفاع درجة حرارة الحيوان المصاب خلال الفترة المتراوحة ما بين 24 و 36 ساعة، وفى هذه الفترة يكون الحيوان ناقلاً للعدوى بدرجة كبيرة، حيث يفرز الفيروس فى اللعاب واللبن والبراز، كما أن شفتا الحيوان المصاب تتورمان ويسيل اللعاب بشدة من فم الحيوانات المصابة ليصل إلى الأرض، بالإضافة إلى اتنتشار الفقاعات في الفم والبلعوم واللثة، وفي غالب الأحيان تنفجر وتترك قرحا مؤلمة ملتهبة، والتي تمنع الحيوان من تناول العلائق وتتسبب في فقدان الشهية. وهذه الأعراض تصاحبها ظهور الفقاعات نفسها على الأقدام، حيث تتقرح وتلتهب فتظهر الحويصلات بين الأظلاف مما يسبب للحيوانات المصابة بهذا المرض صعوبة في المشي والحركة وبالتالي تتسبب في العرج بالأرجل. كيف يتم التعامل عند ظهور أعراض الحمى القلاعية، من حيث إجراءات التدخل الأولي من قبل الفلاح وكذا المصالح الصحية؟ نحن نعمل على المراقبة الصحية الدورية، والتي تدخل في إطار الإجراءات الاستباقية للتصدي لأي مرض محتمل، ومن الخطوات المتخذة، أولها عزل الحيوان المريض ثانيا، أخذ العينات ثم المرحلة الثالثة إرسال العينات إلى قسم المختبرات من أجل التأكد وإثبات وتشخيص المرض. بعد مرحلة التشخيص، يتم إتلاف الأبقار المصابة وحتى الأبقار المتواجدة في نفس الاسطبل التي أصيبت بالعدوى، ثم يلي هذه المرحلة تنظيف وتطهير الضيعة المصابة وكذا تعقيم المعدات وجميع الأماكن، إلى جانب الحرص على تلقيح الأبقار بالمناطق المجاورة للضيعة المصابة. كما يتم تكثيف المراقبة الصحية، حيث يقوم الأطباء البياطرة بجولات ميدانية في جميع المناطق المجاورة لمكان اكتشاف المرض، لرصد إذا كانت هناك حالات أخرى، ثم نلزم الأشخاص الذين يدخلون ويغادرون الضيعة باحترام تدابير السلامة البيولوجية. نشير في الأخير إلى أن مرض الحمى القلاعية، لا ينتقل إلى الإنسان وليس له أي تأثير على صحته.