يبدو أن فكرة الموت والميل إلى إعدام الذات قد إستحوذت بشكل غير مسبوق على أدمغة مختلف الفئات العمرية بمنطقة الريف، حيث لا يكاد يمر شهر أو أقل دون تسجيل حالة إنتحار في إحدى حواضر أوقرى الريف، وذلك لأسباب مُختلفة تُعزّز جميعها الأفكار السلبية وتُغلب غريزة الموت على غريزة البقاء. مناسبة هذا الكلام، هو حالة انتحار الطالب مصطفى التاج قبل ايام بالناظور ثم حادثتي إنتحار جديدة تم تسجيلها على مستوى كل من جماعتي الرواضي واسناذة بإقليم الحسيمة، وعن تفاصيل الحالة الأولى قال مصدر مطلع، أن تلميذاً في ربيعه الخامس عشر، أقدم على وضع حد لحياته شنقاً بدوار "أدوز" بالجماعة القروية الرواضي، بسبب مشاكل مُرتبطة بالدراسة. وحسب المصدر ذاته، فإن الطفل الضحية، عمد إلى ربط حبل لغصن شجرة، ولفّه على عنقه، ليندفع من فوق الشجرة، خانقاً نفسه، وهناك لفظ أنفاسه الأخيرة وهو مُعلّق، قبل أن يتم إكتشاف الأمر من لدن مواطنين سارعوا إلى إخبار مصالح الدرك الملكي بالحادثة، حيث إنتقلت فرقة دركية إلى مسرح الإنتحار، للمعاينة والإشراف على نقل جثة الفتى المُنتحر صوب مستودع الأموات بمستشفى محمد الخامس بالحسيمة، فيما فُتح تحقيق أمني في الموضوع. وبنفس الطريقة، وضعت إمرأة في العشرينات من عمرها، حداً لحياتها صبيحة أمس الإثنين، بدوار ايت شعيب التابع لجماعة سنادة، بعدما علّقت نفسها لشجرة قرب منزلها، لتلفظ أنفاسها الأخيرة خنقاً، دون أن تترك لنفسها فرصة للنجاة، حيث وُجدت من لدن بعض جيرانها جُثّة مُعلّقة و هامدة، ليتم إعلام السلطات المحلية والأمنية بالواقعة. وإنتقلت إلى عين المكان مصالح الدرك الملكي والسلطة المحلية، حيث جرى تحرير محضر المُعاينة وأخذ كل ما قد يُفيد في التحقيق من مسرح الحادثة، في الوقت الذي نُقلت فيه جثة الضحية وهي إمرأة متزوّجة وليس لها أبناء، صوب مستودع الأموات بمستشفى محمد الخامس قصد إخضاعها للتشريح الطبي، لتدعيم التحقيق الذي فَتَحتْه الضابطة القضائية للدرك الملكي تحت إشراف النيابة العامة لفك طلاسيم ما وقع.