أريفينو / تحرير مصطفى الوردي / تصوير رشيد بوراس نظمت جمعية ملتقى المبادرات النسوية بزايو بدار البر مساء يوم السبت 13 مارس 2010 ، حفل توقيع كتاب دم الميت ” LE SANG DU MORT ” للأستاذ مقران سالم بحضور مجموعة من الفعاليات السياسية والجمعوية وبعض أصدقاء الكاتب المرحلين من الجزائر . تميز اللقاء بمجموعة من المداخلات نذكر منها مداخلة الأستاذة لمراني يمينة رئيسة الجمعية التي عبرت عن غبطتها لكون دار البر كان لها الشرف أن تحتضن حفل التوقيع و بينت في مداخلتها أن الدار مفتوحة في وجه العموم لتقديم أنشطة ثقافية تساهم في تحقيق إقلاع تنموي بالمدينة . بعد ذلك تناول الكلمة الأستاذ الزوبير الخياط منشط الحفل والذي قدم بالمناسبة بقراءة نقدية متميزة للكتاب شكلا ومضمونا كالتساؤل عن الجنس الأدبي الذي يمكن أن يندرج فيه الكتاب هل سيرة ذاتية للذات أم الغير أم رواية ؟ خصوصا وان الكاتب يحكي وقائع حقيقية لناس عاشوها أثناء الترحيل التعسفي الذي كان ذات يوم في 27 دجنبر 1975 ، ليخلص الزوبير أن الكتاب هو شهادة حية لصفحة مظلمة من تاريخ المغرب العربي ، كما تساءل الناقد عن سر سكوت الكاتب أو بالأحرى الشاهد طيلة مدة 34 سنة ؟ . كما بين الناقد أن لغة الكاتب عنيفة وصارمة وسريعة في السرد واستدل بذلك بجملة من الكتاب ” هات المفاتيح وغادر البيت ” . الضحايا لم يكن لهم الحق في الكلام والتعبير بعد أن جردوا من جميع ممتلكاتهم في ليلة باردة من أيام الشتاء البارد كما تطرق الناقد في قراءته للكتاب لمجموعة من النقط الأخرى انعكس دفئها على القاعة وتعايش معها الحضور الكبير . تميز اللقاء أيضا بمداخلات أخرى لمجموعة من السادة الأساتذة الذين أشاروا إلى كون الكتاب تناقلته مجموعة من وسائل الأعلام المكتوبة والمسموعة وقدموا بالمناسبة قراءة لمقالات وردت ببعض المنابر الإعلامية الوازنة . بعد ذلك أعطيت الكلمة للكاتب السيد مقران سالم الذي عبر عن تواضعه من خلال مداخلته و قوله : ” أنا لست بكاتب ” ووضح بأنه استعمل لغة كأحد المطرودين من الجزائر الذين ولدوا وعاشوا ورحلوا من الجزائر سنة 1975 ، ويضيف الكتاب هدية لجميع المطرودين من الجزائر وهدية لناس وشباب زايو، كما تحدث عن العنوان دم الميت ” LE SANG DU MORT ” كتاب دم الميت ” الميت ليس فيه دم ولكن نقول الدم المغدور ” والغدر هنا يتعلق بمرحلين في حالة عجز لايستطيعون الدفاع عن أنفسهم . ” الغدر والاستيلاء على ممتلكات شخص يوجد في حالة عجز تام عن الدفاع عن نفسه” . ووضح بأن رد الجميل للمغاربة الذين ساهموا في استقلال الجزائر قوبل في 27 دجنبر 1975 بطعنة قاسية في الظهر من قبل بلد شقيق خطط تحت جنح الظلام لطرد ناس كانوا يعتقدون أنهم ينتمون لبلد اسمه الجزائر . كما بين أن الكتاب واقعي يحكي معاناة مرحلين وأعطى نماذج لناس مرحلين أصبحوا اليوم شخصيات مرموقة . وبين أيضا بأن الكتاب ضروري لكون جميع المطرودين كانوا يفكرون في كتابة كتاب يؤرخ لهذه الصفحة المظلمة كما لم ينس الكاتب الإشارة إلى الطريقة البشعة التي اعتمدها النظام الجزائري في ذات نونبر 1975 وزعمهم في ذلك اليوم بان المغرب يمس بهذه الثورة وسخروا مجموعة من الأساليب من قبيل تحريض مديري المؤسسات التعليمية للتلاميذ الجزائريين ضد التلاميذ المغاربة ، كما بين بأنه مباشرة بعد المسيرة الخضراء بدأت الحكومة الجزائرية تروج لإشاعات في وهران بكون المشاركين في هذه المسيرة مجرد منحرفين وفاشلين ، والشعب المغربي كان مجبرا على المشاركة في هذه المسيرة وإلا سيكون مصيره السجن بل أكثر من ذلك ذهبوا إلى كون الحكومة المغربية كانت تتخبط في مشاكل لذلك أرادت أن تضحي بثلاثمائة وخمسون ألف مغربي وإرسالهم إلى منطقة ملغمة هذه الأسباب وغيرهها اتخذها النظام الجزائري لترحيل المغاربة في 27 دجنبر 1975 . وكرر الكاتب كلمته الشهيرة ” اللقاء والاستقبال والقهوة التي استقبلوا بها في الحدود تساوي جميع الأملاك التي بقيت في الجزائر ” . كما تلا الكاتب مقطعا من كتابه على الحضور الكريم وتميزت قراءته بنزول الدمعة التي انحبست ذات دجنبر في 1975 والتي نزلت حارة دافقة ومشفوعة بالتصفيق في المجلس المبارك . وتميز حفل التوقيع أيضا بمجموعة من المداخلات من طرف الحضور الكريم والتي أشادت بالتجربة ودعت الكاتب إلى الاستمرار في الكتابة . بعد ذلك وقع مقران سالم نسخة من الكتاب لمحتضنة الحفل دار البر لتحتفظ بها في خزانة مكتبة الدار .