الكل سيقول أن هذه الصور لاتحتاج إلى تعليق لكن لنذَكِّر أن مدرسة الجزيرة بالرغم من تواجدها بمنطقة تابعة للنفوذ المغربي ووقوعها على تلة مجاورة لقرية أركمان بإقليم الناظور الا أن المسؤولين تجاهلو وجودها على الخارطة الجغرافية وكأنها غير موجودة على أرض الواقع خاصة في ظل تهميشها حيث لا تزال تفتقر الى العديد من الخدمات الضرورية والأساسة بداية من غياب ماء الشرب وحارس ليلي وغياب لوحة تدل على أنها مدرسة إلخ، ومن أجل إعلان بقائهم وصمودهم تلاميذ الجزيرة لا زالو يطالبون المعرفة داخل بيت بالمسجد المجاور للمدرسة رغم الظروف الصعبة التي يكابدونها خاصة وأن للحياة هنالك طعم آخر مغموس بالقهر والحرمان بداية من غياب المواصلات مرورا من حرمانهم من حقهم في التطبيب وصولا إلى معاناة الأهالي من معضلة الثروة السمكية المستنزفة ببحيرة مارشيكا.. الحياة في منطقة الجزيرة معنونة بالحرمان خاصة في ظل افتقارها لأبسط الخدمات والتي تكاد تكون معدومة من النواحي كافة التعليمية والصحية وغير ذلك . أقسام مدرسة الجزيرة تآكلت جدرانها وآندثرت لواقع مرير تعانيه المنطقة منذ مدة حتى أصبح المواطن بالجزيرة يرى مدى الإهمال و المبالاة التي تعيشها.. هذا ولم لم تعد معاناة تلاميذ مدرسة “الجزيرة” بجماعة أركمان محصورة في قطع ثلاثة أو أربعة كيلومترات للوصول إلى المؤسسة في الحر والشتاء وما يترتب عن ذلك من محن مع الأمطار والبرد و حرارة الطقس والأمراض الموسمية، بل ازداد المشكل خطورة واستنفر آباء وأولياء التلاميذ على الوضعية المزرية التي أصبحت عليها بناية المدرسة بعدما أصبحت تتعرض لعملية سرقة متكررة ماجعل هذه المدرسة تدخل في عالم الإهمال والتهميش، وانعدم فيها جو الدراسة والتربية وأصبحت تشمئز منها أنفس التلاميذ والمدرسين على حد سواء. ومن جانب ذي صلة فإن مستوى التلاميذ نزل إلى درجة خطيرة جدا جعل آباء التلاميذ يستنفرون ويعلنون ضياع مستقبل فلذات أكبادهم وأن كل ما جاء به الميثاق الوطني للتربية والتكوين وغيره لم يكن له أي أثر بهذه المؤسسة، حيث أن تلاميذ السنة السادسة الكثير منهم لم يحسنوا حتى القراءة والكتابة، مما يُصعِّب اندماج تلاميذ هذه المدرسة أو مسايرتهم للدروس التأهيلية ويضيف السكان أن هذا المشكل الذي تعيشه هذه المدرسة ليس ناتجا بالأساس عن وضعية البناية والمسالك الوعرة… بل حتى غياب الإحساس بالمسؤولية لدى المسؤولين ساهم بشكل كبير في تدهور مردودية الدراسة بهذه المدرسة، إذ أن بعض المعلمين يأتون ولا يصلون إلى المدرسة إلا بعد وقت متأخر عن التوقيت القانوني، إضافة إلى مشكل الغياب الذي أصبح يتم في كثير من الأحيان بالتناوب بين بعض المعلمين في ما بينهم والمدير الذي له مكتب إداري ببوعرك ، وفي بعض الأحيان يكون الغياب جماعيا بداية من المدير حسب قول الآباء، ويضيف أحدهم “إننا نتفهم ربما وضعيتهم ومعاناتهم أيضا، لكن من العيب والعار أن يكون أولادنا أكباش فداء”.. وأمام هذه الفضيحة التي تعد وصمة عار على جبين “المسؤولين” فإن التلاميذ بمدرسة الجزيرة سيظلون ضحايا يدفعون ضريبة هذه المعاناة، إذ انحط مستوى الدارسة وضاع معه طموح الآباء، بل هناك من بدأ يفكر في تغيير أو انتقال أبنائه إلى مدرسة أخرى رغم طول المسافة، لذا فإنهم مصرون على المطالبة بتدخل الجهات “المسؤولة” للاطلاع على أحوال المؤسسة وانقاذها “إن أرادو”.