مجلس النواب.. تباين بين مواقف الأغلبية والمعارضة حول مشروع القانون المتعلق بإعادة تنظيم المجلس الوطني للصحافة    المندوبية السامية للتخطيط تتوقع تقلص عجز الميزانية إلى حوالي 3،6 في المائة من الناتج الداخلي الإجمالي سنة 2025    إسبانيا: توقيف عشرة أشخاص إثر اشتباكات بين متطرفين يمينيين ومهاجرين من شمال أفريقيا    طقس حار في توقعات اليوم الثلاثاء بالمغرب    كيوسك الثلاثاء | توجه جديد لتقنين استعمال الهواتف داخل المؤسسات التعليمية    مراكش…حجز 37 ألف و150 قرص مخدر وتوقيف ثلاثة أشخاص يشتبه في تورطهم في قضية تتعلق بحيازة وترويج المخدرات والمؤثرات العقلية    المجلس الوطني لحقوق الإنسان يحتضن دورة تكوينية لفائدة وفد فلسطيني رفيع لتعزيز الترافع الحقوقي والدولي    فيدرالية اليسار الديمقراطي تنتقد الوضع العام وتطالب بإسقاط "التطبيع" وإطلاق سراح الزفزافي ورفاقه        بوريطة: الشراكة الأورو-متوسطية يجب أن تصبح تحالفا استراتيجيا حقيقيا    الداخلة، "ملتقى طرق" يربط بين فضاء البحر المتوسط ومنطقة جنوب الصحراء (صحيفة كندية)            "OCP GREEN WATER" تطلق رسميا تشغيل خط أنابيب تحلية المياه بين الجرف الأصفر وخريبكة    اليونسكو تُدرج "مقابر شيشيا" الإمبراطورية ضمن قائمة التراث العالمي... الصين تواصل ترسيخ إرثها الحضاري    الصين تواكب المغرب في إطلاق الجيل الخامس: فتح باب التراخيص يعزز الشراكة التكنولوجية بين الرباط وبكين    المنتخب المغربي للسيدات يلاقي منتخب مالي في ربع نهائي كأس أمم إفريقيا    نتانياهو يصطدم بالجيش بسبب "المدينة الإنسانية" في غزة: ما هو سبب الخلاف؟    نيجيريا تعلن الحداد لمدة أسبوع على وفاة رئيسها السابق بخاري    أسعار صرف أهم العملات الأجنبية اليوم الاثنين    حكيمي وبونو في التشكيلة المثالية لمونديال الأندية    رسميا.. ميلان يعلن تعاقده مع لوكا مودريتش    الحكومة تخرج عن صمتها بشأن ارتفاع استهلاك الكهرباء بالمغرب خلال يونيو    "فيفا" يصدر قرارات جديدة بشأن صحة وفترات راحة اللاعبين    صادرات الحلويات الإسبانية إلى المغرب تقفز بأربعة أضعاف    الملك محمد السادس يراسل الرئيس الفرنسي ماكرون    أوروبا تستعد للحرب المدمرة    "مهرجان الشواطئ" لاتصالات المغرب يحتفي ب21 سنة من الموسيقى والتقارب الاجتماعي    شارلوروا البلجيكي يتعاقد مع خليفي    ريال مدريد يجلب الظهير "كاريراس"    لقجع: قبول 98,4% من ملفات طلبات الاستفادة من الدعم الاجتماعي المباشر    الإصلاح الضريبي.. ارتفاع الموارد الجبائية ب 25,1 مليار درهم عند متم يونيو 2025    فيلم وثائقي إسباني يقرّ بمغربية جزيرة ليلى    الفريق الاشتراكي: الاقتراع الفردي لانتخاب ممثلي الصحافيين في "مجلس الصحافة" يتعارض مع الدستور    دراسة علمية: السمنة تسرّع الشيخوخة البيولوجية لدى الشباب وتعرضهم لأمراض الكهولة في سن مبكرة        الوزير البريطاني الأسبق للدفاع والتجارة الدولية: المملكة المغربية شريك أساسي للمملكة المتحدة    ارتفاع نسبة نجاح نزلاء السجون في البكالوريا لسنة 2025    زيدان: اللجنة الوطنية للاستثمار صادقت على 237 مشروعا استثماريا بقيمة 369 مليار درهم        وفاة "تيكتوكر" مغربية بعد عملية تكميم المعدة تثير الجدل حول التنمر وضغوط "السوشيال ميديا"    المحلي بوصفه أفقا للكوني في رواية خط الزناتي    اللاّوعي بين الحياة النفسية والحرية    زمن النص القرآني والخطاب النبوي    الذّكرى 39 لرحيل خورخي لويس بورخيس    لأول مرة.. دراسة تكشف تسلل البلاستيك إلى مبايض النساء    وفاة مؤثرة مغربية بعد مضاعفات جراحة في تركيا تشعل جدلا حول سلامة عمليات التخسيس    إنريكي ينفي اعتداءه على جواو بيدرو: "حاولت الفصل بين اللاعبين"    مهرجان ربيع أكدال الرياض يعود في دورته الثامنة عشرة    المغرب يستعرض حصيلة 3 سنوات من إطلاق التأشيرة الإلكترونية (E-Visa)    رولاني موكوينا مدربا جديدا لمولودية الجزائر    تواصل ‬موجات ‬الحر ‬الشديدة ‬يساهم ‬في ‬تضاعف ‬الأخطار ‬الصحية    وفاة الإعلامي الفرنسي تييري أرديسون عن عمر ناهز 76 عاما    "بوحمرون" يسلب حياة طفل في مدينة ليفربول    "مدارات" يسلّط الضوء على سيرة المؤرخ أبو القاسم الزياني هذا المساء على الإذاعة الوطنية    التوفيق: معاملاتنا المالية مقبولة شرعا.. والتمويل التشاركي إضافة نوعية للنظام المصرفي    التوفيق: المغرب انضم إلى "المالية الأساسية" على أساس أن المعاملات البنكية الأخرى مقبولة شرعاً    التوفيق: الظروف التي مر فيها موسم حج 1446ه كانت جيدة بكل المقاييس    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مَغرِبُ المَغارِبَة!
نشر في الصحيفة يوم 25 - 07 - 2022

▪︎حَملةٌ في "مَوَاقِعِ التّواصُلِ الاجتِماعي" تُطالِبُ رئيسَ الحُكومةِ بالتّنحِّي والرّحِيل، بسبَبِ ارتِفاعِ أسعارِ المَحرُوقاتِ وغَلاءِ المَعِيشَة..
احتِجاجاتٌ في بعضِ المُدُن، وفي مِهرَجانٍ فنّي بأكادير، رُفِعَت فيها شعاراتٌ تُطالِبُ برَحِيلِ رئيسِ الحُكُومة، وخَفضِ أسعارِ الوَقُود..
إنّ المَحروقاتِ عندما ترتفعُ أسعارُها، ترتَفعُ تِلقائيًّا أثمنةُ النّقلِ عبرَ الطّرُقات، ومعهَأ أسعارُ المَوادّ المَنقُولةِ في البَرّ، ومَحرُوقات السّيارات، وغَيرها...
▪︎وجاء الدّفاعُ عن رئيس الحُكومة مِن وكالةِ الأنباء الرّسميّة (La MAP) التي وصَفَت الحَملةَ الاحتِجاجيّةَ ب"المُغرِضة"..
▪︎وهذا غريب: هَل دورُ وكالةِ الأنباءِ الرّسمية هو تَقَمُّصُ شَخصيةِ الحُكُومة؟ وتوزيعُ اتّهاماتٍ على احتِجاجَاتٍ اجتِماعية؟ أليست الاحتِجَاجاتُ حقًّا دُستُورِيًّا؟ لماذا لم تَسمَح الحُكومةُ بتَنويعِ الخطابِ الإعلامي، مع الالتِزام بزَوَايا مُعالجةِ الأحداث؟ ولماذا اقتَصرَ دِفاعُ (La MAP) على اتّهامِ الاحتجاجاتِ "بالمُغرِضَة"؟
وما دامَت الحُكومةُ قد وَصلت إلى الحُكم عن طريق الانتِخابات، هل توزيعُ الاتهاماتِ على احتِجاجاتٍ اجتماعية يُعتَبَرُ سُلُوكًا إعلاميًّا رصينًا؟
▪︎هذه احتِجاجاتٌ اجتِماعيةٌ لم يَسبِق لها مثِيل، في مَسارِ الحُكومةِ الحاليّة..
ومنَ المًفرُوض أن يُؤخذَ الدّرس، وأن تَستَوعِبَ الحكومةُ أنّ المَملكةَ المَغربية تسمحُ بالاحتِجاجات، اعتِمادًأ على نصّ دُستُوري، وأن بِلادَنا تتَغيّرُ إيجابيًّا، في اتّجاهِ الدّيمُقراطيةِ الفِعلِيّة..
■ وحُكُومةُ المِليَارْدِير...
لماذا هي لم تستَوعِب القِيمةَ الدّيمُقراطية لاحتجاجاتٍ شعبيةٍ مُسالِمة؟
لِماذا أخفَقَت في مُعالَجةِ احتِجاجات دستورية؟
لماذا فشلت في حلّ مَشَاكِلِ البَلَد؟
إنّ هذه الحكومةَ لم تَفلَح إلاّ في أمرٍ واحدٍ هو أنّها قد مَكّنَت رَئِيسَها منَ النّفخِ في ثَرَواتِه.. هل هذا إنجازٌ حُكومي؟ هل الإنجازُ هو أنها كوّنَت لرئيسِ الحكومةِ مَزيدًا منَ الثّروة؟ كيف حَصلَ هذا؟ كيف استَطاعَ مِليَاردِير أن يُكدّسَ لنَفسِهِ ثَرَواتٍ خياليّة؟
▪︎ إنهُ لم يُفَكّر في واجباتِه الاجتِماعية، وفي تجنِيبِ الاقتِصادِ الوَطنِي أيَّ خلَل.. ولم يُفكّر في إنقاذِ البلادِ مِن رَفعٍ صارُوخِيّ لأسعَار المَوادّ الأساسية، ومِن أزمةٍ مَعِيشيّةٍ في الحَياةِ اليَوميّةِ لعامّةِ الناس..
وعندما يَنشغِلُ مسؤولٌ بمَصالحِهِ التي تَجمعُ بينَ السّياسةِ والاقتِصاد، وبالزيادة في مَداخِيلِهِ التّجاريّةِ والاحتِكاريّة، ماذا يعني هذا؟ وإلى أية نتيجةٍ يقود؟
▪︎هذا ما وقعَ لرئيس الحكومة..
ركِبَ على سُلَّمِ السّياسَة، ووصَلَ بواسطةِ الانتخاباتِ إلى رئاسةِ الحكومة..
واستَخدَمَ السياسةَ مَطِيّةً للمِزيد من الثراء..
▪︎وها قد تَحوَّلَ المِلياردِير إلى صُورةٍ تكمِيليةٍ لِما كانت عليه حُكوماتٌ سابقةٌ قادَها حزبُ "تُجّارِ الدّين" الذي حَكَمَ البلادَ وقامَ بتَضليلِ فُقراءِ البِلادِ وتَوجِيهِ أغلبيةِ العامّة إلى الحُلمِ بنَعِيمِ الآخِرة، على حِسابِ حُقوقِ "الحياةِ الدُّنيا"..
■ حِزبَانِ عِندَنا مِن نمَطٍ غريب..
في الظاهر: إيديولوجيا حِزبية، وفي الواقعِ خِدمةُ لمَصالحَ شَخصية..
وفي الحالتَيْن: "الدُّنيَا والآخِرَة"..
اعتَنَى الحِزبان بمَوارِدِ زَعامَاتِهِما، وغَضَّا الطّرفَ، في نفسِ الوَقت، عن واجباتِهِما الوَطنِيّة والمُواطَناتيّة، وعن مُسؤوليّتِهِما تُجاهَ الدّولة التي فيها الحُكومةُ سُلطةٌ تَنفِيذيّة، إلى جانبِ التّشريعيةِ والقضائية..
وسؤالٌ ما زال بانتِظارِ جواب: ما الإجراءاتُ التي اتّخذَتْها أيةُ حكومة، بمَفهُومِها السّابق والحالي؟
الجواب: لا إجراءات.. فقط دِيماغُوجيّة.. وكَلامٌ في كلام.. والكلامُ لا يُجدِي..
ومعَ الكلام، الزّيادةُ في الأسعَار..
▪︎لقد أَعمَت الكَراسِي بَصَرَ وبَصِيرةَ حُكوماتِ "حِزبِ الآخِرة"، وزَعامةَ حزبٍ يَحتَكِرُ الاتّجارَ في مادةٍ أساسيّةٍ هي الوَقُود..
حِزبَا "الدُّنيَا والآخِرَة"، هُما حِزبان لعُملةٍ واحدةٍ هي استِغلالُ "الدُّنيَا والآخِرَة" للتظاهُرِ بخدمةِ الصالح العامّ، في حينٍ هُما لا تُتقِنانِ إلاّ المصالحَ الشّخصية..
وهذا ما دَرجَت عليه جُلُّ أحزابِنا إلى الآن..
▪︎ولو كانَ لحُكُوماتِ ازدِواجيّةِ "الدُّنيَا والآخِرَة" بعضٌ مِنَ الضمِيرِ المِهَنِيّ، ما سَبَحَا عَكْسَ السياسةِ العامّةِ للدّولة..
ولكِنّ حُكُوماتِ "الدُّنيَا والآخِرَة" استَغَلَّت الجَهلَ المُستَفحِل، وخاصّةً بالمَناطقِ المُهمَّشَة، والظّرُوفَ الكارِثيّة لِوَباءِ فَيرُوس "كُورُونَا"، وخاصّةً منها اكتِساح الجائحةِ لِلمَناطقِ الفقِيرة التي تُعتَبَرُ الأكثَرَ تضَرُّرِا بالوَباء... هذه الحكومات، وبالتّتَالِي، التَجأت إلى أبسَطِ الحُلول، وهي الأكثَرُ غَباءًا، فقرّرت كلٌّ حُكومةٍ مِنها زياداتٍ مُتَلاحِقةً في أسعارِ المَوادّ الغذائيّة الأساسيّة للمُواطِنِين..
▪︎واضِحٌ أنّ سياسةَ حُكُومَاتِ ازدواجيةِ "الدُّنيَا والآخِرَة" لا تَرى واجباتِها في حَقّ الأغلبِيّةِ الساحِقةِ لساكِنَةِ بِلادِنا، وترَى فقط مَصَالِحَها الخاصة، ومَصالحَ مُقرّبِيها..
فلَو كان لها بُعدُ نظَر، لتَنَبّهَت إلى استرَاتيجيةٍ مُهِمّةٍ كُبرَى، في "المَملكَةِ المَغربيّة"، وبعُنْوَانٍ عَرِيضٍ هُو "الحِماية الاجتِماعيّة" و"العَدالة الاجتَماعيّة"..
▪︎حُكُومَاتُ "الدُّنيَا والآخِرَة" مُتَشابِهةٌ من حيثُ السّيرُ في الاتّجاهِ المُعاكِس للحياةِ الاجتماعيةِ اليومية..
ولا واحِدة منها تتّخذُ إجراءاتٍ على أساسِ بُعدِ نَظِر..
ليس لها ما تُقَدّم، وما تُؤخّر..
حُكُوماتُ "الدُّنيَا والآخِرَة"، واقِفَةٌ في مكانِها.. لا خُطوة لها إلى أمام، ولا إلى الخَلف..
وليست لها أفكارٌ تسيِيريّةٌ وتدبِيريّةٌ لحلّ مَشاكلِ البَلد..
لا أفكارٌ ولا حُلُول..
▪︎مَسؤوليةٌ أكبرُ مِن مُؤهّلاتِها، ومِن حَجمِها..
والنتِيجةُ سَلبِيّة..
■ وفي هذه الأثناء...
دَخلَ اليَهُودُ المَغارِبَة على الخطّ..
أصواتٌ مَغربيةٌ أُخرَى مَسمُوعَة: اليَهُودُ المَغارِبَة، ليسُوا صامِتِين.. أصواتٌ تُوجّهُ انتقاداتٍ لاذِعَة لرئيسِ الحُكُومَة، المِلياردِير (...)، وتَدعُوهُ إلى الرّحِيل..
إنّ اليَهُودَ المَغاربة يَبلغُ عدَدُهُم حوالي مليُون نسَمَة، في زياراتٍ مُنتَظِمةٍ مِنْ وإلَى المَغرب..
▪︎هل الصّوتُ اليَهُودِي سَوف يكُون غائبًا عن انتخاباتٍ مَغرِبيّةٍ قادِمة؟ وماذا يَمنعُ مليون مغربي، من أتباعِ دِينٍ سَماوِي، منَ المُشارَكة الانتخابية، ترشِيحًا وناخِبًا ومُنتَخَبًا؟
▪︎لقد نصّ دُستُورُ 2011 على أهمّية الرّافِد العِبْرِي في الثّقافة المًغربية، مُعتبرا أنه جزءٌ لا يتَجزّأُ منها ويُغنِي مُكوّناتِ الهُويّة الوَطنيّة، مُشَدّدا في دِيباجَتِه أنَّ "المغرب دولةٌ إسلاميةٌ ذاتُ سيادةٍ كامِلة، مُتَشبّثة بوَحدَتِها الوَطنيّة والتُّرابيّة، وبصيّانةِ تلاحُمِ مُقوّماتِ هُويّتِها الوطنية، المُوحّدَة بانصِهار كلِّ مُكوّناتِها، العَربية – الإسلامية، والأمازيغيّة، والصّحراوية الحَسّانية، والغَنِيّة برَوافِدِها الإفريقيّة والأندلسيّة والعِبريّة والمٌتَوسّطيّة".
■ انتِبَاه!
الخلطُ بين الدّين والسياسة يعني ألاّ دين، ولا سياسة.. كلاهُما ضائعان..
والحَلّ هو الالتزامُ بعددٍ من القيّم الإنسانية، ومِنها: الوفاءُ للوطَن (الأرض التي نحنُ فيها).. والمُرُوءَة.. والأخلاق.. والصدق.. والأمانة.. وحُسن التّسيِير.. والتّدبير.. وحقوق الإنسان.. والتعايُش.. وحقّ الاختِلاف...
أمّأ الاعتماد على الأحزاب بشكلِها الحالي، من الأكاذيبِ والانتهازية، فهذه مَضيَعةٌ للوقت..
وهذا واقعٌ عِشناهُ في أزمِنَتِنا الانتِخابية..
▪︎وبصرِيحِ العِبارة، بينَ أحزابٍ تُتاجِرُ في السياسة، وأحزابٍ تُتاجِرُ في الدين، لا مَجالَ للدّيمُقراطية.. الأحزابُ في واد، والأديانُ في وادٍ آخَر.. وكُلُّ طرفٍ يَفتَرِي على ناخِبِيهِ بطريقتِه الخاصّة..
كلّ النّقائض، عشناها في خِضمّ عقلياتٍ انتخابية مُتناقِضةٍ مُتصارِعة..
■ إنّنا نَحْلُمُ بمَغرِبٍ آخَر.. مَغربٍ لكُلّ المَغارِبة.. مَغرِبٍ جَدِيدٍ تحتَ أضواءِ دَولةِ المُؤسّسات، وسِيَّادةِ القانُون..
المَفرُوضُ أن تتَحوّلَ هذه الأحلامُ إلى واقعٍ مَلمُوس، وحقيقةٍ ثابِتة، لكي تَستَقِيمَ حياتُنا الخاصّةُ والعامّة، وألاّ تكُونَ بَيْنَنا استِثنَاءَات..
بَيْدَ أنّ شيئًا ما غَيْرُ طبِيعيّ..
والأُمُورُ لَيسَت على ما يُرام..
والناسُ تتسائل: ماذا أصَابَ أحزابَنا وحُكُوماتِنا؟
■ ومع ذلك، نحنُ مُتَفائلون: إنّ بلادَنا مُقبِلةٌ على تَطوُّراتٍ إيجابيّة مَبْنِيّة على التّنوُّعِ البَشَرِِي والمُعتَقَدِي..
▪︎والدّستورُ المغربي يُشيرُ إلى هذه المُكوّناتِ، وهي: العَرَبيّة – الإسلامية، والأمازيغيّة، والصّحراوية الحَسّانية، والغَنِيّة برَوَافِدِها الإفريقيّة والأندلسيّة والعِبرِيّة والمٌتَوسّطيّة".
وهذا التّنوُّعُ البَشَرِِي والدّينِيّ مُهمٌّ جدًّا..
وسيكُون له تأثيرٌ على مَسارِنا الدّيمُقراطنِي..
وبِلادُنا لن تبقَى حبِيسَةَ "تَجربَة ديمُقراطية"، بل تَنخَرِطُ بالكامِل في الدّيمُقراطية التي تتَطَلّبُ بناءَ "دَولة المُؤسّسات"..
■ ماذا يَعنِي هذا؟
يَعْنِي أنّ "دِيمُقراطيةَ الغَد" تُبنَى الآن، في "مَغرِبِ اليَوم"..
وعَلى أجيَالِ اليَوم أن تَبذُلَ كُلَّ المُستَطَاع، وبكُلّ رُوحِ المَسؤولية، لبِناءِ مَغرِبِ كُلّ المَغارِبَة، بِدُونِ استِثنَاء..
▪︎مَسؤوليةُ الغَد، مِن مَسؤوليةِ اليَوم..
فهَلُمُّوا جَمِيعًا، إلى بناءِ المَغرِبِ الآخَر!
■ وبصَرِيحِ العِبارة...
بينَ أحزابٍ تُتاجِرُ في السياسة، وأُخرَى تُتاجِرُ في الدين، لا مَجالَ للدّيمُقراطية..
الأحزابُ في واد، والأديانُ في وادٍ آخَر.. وكُلُّ طَرفٍ يُمْلِي على ناخِبِيهِ بطريقتِه الخاصّة..
وفي خِضمّ دَسائس بعضِ أحزابنا، عِشْنا كلّ النّقائض، والعقلياتِ الانتخابية المُتناقِضةِ المُتصارِعة..
▪︎ولا مَجالَ لتَبرِيرِ الزّيادةِ في الأسعَار..
▪︎إنّنا نَحلُمُ بالمَغربِ الجَدِيد، مَغربِ الجَمِيع، مَغرِبِ المَغرِب، مَغربِ المَغاربة...
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.