1. الرئيسية 2. تقارير نيويورك تايمز: التوترات بين واشنطنوبكين تضع المغرب أمام معادلة صعبة لتحقيق التوازن بين الاقتصاد والسياسة الصحيفة – بديع الحمداني الأربعاء 7 ماي 2025 - 18:07 قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إن المملكة المغربية باتت تجد نفسها في موقف دقيق يتطلب تحقيق توازن حساس بين شراكتها الاستراتيجية مع الولاياتالمتحدة من جهة، وتنامي علاقاتها الاقتصادية مع الصين من جهة أخرى، في ظل تصاعد التوترات بين واشنطنوبكين التي تعيد رسم خارطة التجارة العالمية. وأضافت الصحيفة الأمريكية في تقرير مطول نشرته اليوم الأربعاء، أن زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ القصيرة إلى مدينة الدارالبيضاء أواخر العام الماضي، بعد مشاركته في قمة مجموعة العشرين بالبرازيل، تعكس الأهمية المتزايدة للمغرب في الاستراتيجية الاقتصادية الصينية، حيث استُقبل الزعيم الصيني بترحيب رسمي تقليدي، وشهدت الزيارة لقاء مع ولي العهد الأمير مولاي الحسن. ووفق المصدر نفسه، يُنظر إلى المغرب اليوم كأحد أبرز "دول الربط" التي تسعى الشركات الصينية لاستخدامها كجسر لتجاوز الرسوم الجمركية المفروضة من قبل الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة، خصوصا في قطاع السيارات الكهربائية والتقنيات المرتبطة بها. وأشارت "نيويورك تايمز" إلى أن الاستثمارات الصينية في المغرب، خاصة من طرف شركات الطاقة والبطاريات والسيارات، بلغت نحو 10 مليارات دولار في السنوات الأخيرة، فيما أعلنت شركات مثل Gotion High-tech وSentury عن مشاريع كبرى في مناطق صناعية مغربية، على غرار طنجة والجرف الأصفر. وأضافت في هذا السياق أن المغرب أصبح في سنة 2023 أول مصدر للسيارات إلى الاتحاد الأوروبي، متفوقا على دول مثل الصين والهند واليابان، وهو ما جعل منه منصة صناعية وتصديرية مغرية للصين، خاصة مع توفر البنية التحتية المتطورة، والموقع الجغرافي الاستراتيجي، واحتياطات الفوسفات المستخدمة في بطاريات السيارات. لكن هذا التقدم الاقتصادي، بحسب التقرير، يضع المغرب أمام اختبار دقيق، إذ تخشى الرباط أن تؤدي شراكاتها المتنامية مع الصين إلى إثارة رد فعل سلبي من طرف الولاياتالمتحدة، خاصة إذا قررت إدارة الرئيس دونالد ترامب توسيع نطاق العقوبات التجارية على الدول التي تتعامل مع بكين. ونقلت الصحيفة عن أحمد عبده، الباحث في تشاتام هاوس، قوله إن المغرب "يرى في الصين شريكا اقتصاديا رئيسيا، لكنه يدرك جيدا المخاطر المحتملة في حال قررت واشنطن التصعيد"، مضيفا أن الرباط "لن ترحب بالصين على حساب تحالفاتها مع الاتحاد الأوروبي أو الولاياتالمتحدة". وأبرز التقرير أن المغرب لم يكن هدفا لرسوم جمركية مشددة مثل بعض الدول الآسيوية، لكنه يبقى خاضعا لرسوم عامة بنسبة 10 في المائة فُرضت من طرف إدارة ترامب، وهو ما قد يتغير إذا تم الضغط عليه تجاريا في حال تصاعدت الخلافات الصينيةالأمريكية. كما أشار إلى أن المشاريع الصينية الكبرى في المغرب، مثل "المصنع العملاق" الذي أعلنت عنه Gotion بقيمة قد تصل إلى 6.5 مليار دولار، وخط أنابيب الغاز مع نيجيريا الذي ستشارك فيه شركة صينية في تزويد الفولاذ، قد تُعيد المغرب إلى واجهة الحسابات الجيوسياسية بين واشنطنوبكين. من جهتها، يشير التقرير إلى أن الرباط تواصل تعزيز شراكتها العسكرية والأمنية مع واشنطن، بما في ذلك المشاركة في مناورات حلف الناتو، والتعاون في مكافحة الإرهاب، والسعي لاقتناء مقاتلات الشبح الأمريكية من طراز F-35، ما يعكس التزاما استراتيجيا واضحا مع الغرب. ولفت التقرير إلى أن ملف الصحراء المغربية يبقى أحد العوامل الحاسمة في الموقف المغربي، حيث ترى الرباط أن الاعتراف الأمريكي بسيادتها على الإقليم، الذي جاء في عهد ترامب، يمثل مكسبا سياسيا بالغ الأهمية، لا يمكن المجازفة به لصالح أي شراكة اقتصادية مهما كانت مغرية. وأشار تقرير "نيويورك تايمز" إلى أن المغرب يتبع منذ سنوات ما وصفته ب"استراتيجية الحذر" بين الصينوالولاياتالمتحدة، إلا أن استمرار هذه المناورة سيكون مرهونا بتطورات المرحلة المقبلة، خاصة في الحرب التجارية بين الصينوالولاياتالمتحدةالأمريكية.