1. الرئيسية 2. اقتصاد أبرزها المساحة.. شركة "ميرسك" العالمية تكشف الأسباب التي تجعل من الصعب على ميناء الجزيرة الخضراء أن ينافس طنجة المتوسط الصحيفة – بديع الحمداني الخميس 20 نونبر 2025 - 21:00 بالرغم من المجهودات الكبيرة التي يقوم بها ميناء الجزيرة الخضراء من أجل العودة لمنافسة ميناء طنجة المتوسط في خريطة التجارة البحرية، إلا أنه حسب شركة الشحن العالمية "ميرسك" تعتقد أن الأمر بات صعبا، بسبب العديد من العوامل، أبرزها المساحة التي لا تسمح للميناء الإسباني بالتوسع مقارنة بنظيره المغربي. ووفق ما جاء في تقرير نشرته صحيفة "إيكونوميا ديخيتال" الإسبانية، فإن شركة "ميرسك" المكلفة بإدارة العمليات البحرية في ميناء طنجة المتوسط وميناء الجزيرة الخضراء، اعترفت بأحد أبرز التحديات التي تواجه الميناء الإسباني، وهو نقص المساحة والتوسع المادي. وأوضح التقرير أن الذراع التشغيلية لشركة "ميرسك "في ميناء الجزيرة الخضراء، أكدت الحاجة إلى "قدرة على التكديس، وبالتالي إلى مساحة كافية لتطوير الأنشطة كمركز لإعادة الشحن"، مشيرة إلى أن هذا الهدف أصبح معقدا نظرا لأن "التوسع غير ممكن"، بالنسبة للميناء الإسباني. وأشار التقرير إلى أن مقارنة ميناء الجزيرة الخضراء بمنافسيه في المنطقة، وخاصة طنجة المتوسط التي تشغلها الشركة نفسها عبر محطتين، تُظهر تفوق طنجة المتوسط على عدة مستويات، من بينها القدرة التخزينية والمرونة التنظيمية. فالميناء المغربي، وفق ما جاء في تقرير الصحيفة الإسبانية في هذا السياق، يوفر بيئة أكثر جاذبية للشركات بسبب تسهيلات تنظيمية وبيئية أكثر مرونة مقارنة بالقيود الأوروبية الصارمة التي تطبق حاليا في ميناء الجزيرة الخضراء. كما أشار التقرير إلى أن من بين التحديات التي تواجه الميناء الواقع في الجنوب الإسباني هي ارتفاع التكاليف التشغيلية نتيجة كثافة العمالة وقوة النقابات، ما يجعل التكلفة الثابتة للميناء أعلى من محطات أخرى في المنطقة، بما في ذلك طنجة المتوسط. وعلى الرغم من اختيار ميناء الجزيرة الخضراء كأحد المراكز القليلة عالميا لشركة "ميرسك" لبعض المسارات البحرية، إلا أن طنجة المتوسط تفوقت عليه بكونها الميناء الوحيد الذي يضم أكثر من محطة في الشبكة البحرية الجديدة للشركة، ما يمنحها أفضلية تشغيلية واضحة، وفق المصدر نفسه. ويأتي هذا التقرير بعد أسابيع قليلة من التصريح الذي أدلى به المستثمر الإسباني المعروف، فيسنتي بولودا، رئيس شركة "Boluda Corporación Marítima"، الذي قال إن إسبانيا تخسر المعركة اللوجيستية أمام ميناء طنجة المتوسط، ليس بسبب ضعف بنيتها المينائية أو موقعها الجغرافي، وإنما نتيجة غياب الحوافز وافتقارها لبيئة ضريبية وتنظيمية جاذبة للمستثمرين، على عكس ما يوفره الميناء المغربي من مزايا تنافسية كبيرة. وأوضح بولودا، في مداخلة له خلال منتدى حول الجغرافيا السياسية نظمته مؤسسة "كاخامار" بمدينة فالنسيا، أن ميناء طنجة المتوسط أصبح نموذجا متكاملا في مجال الخدمات اللوجيستية، مشيرا إلى أنه يضم منطقة صناعية شاسعة حول الميناء، ونظاما ضريبيا تنافسيا للغاية، يجعل الشركات الكبرى تفضل الاستقرار هناك. وأضاف رجل الأعمال الإسباني، حسب ما نقلته الصحافة الإسبانية، أن المنافسة لم تعد بين الأرصفة المينائية فقط، بل بين الأنظمة الاقتصادية والإدارية التي تحدد جاذبية كل موقع استثماري، مشيرا إلى أن "المعركة مع طنجة تكاد تكون خاسرة"، لكنه دعا في المقابل إلى التحرك بسرعة ووضع رؤية استراتيجية لتدارك التأخر. وأشار بولودا إلى قوة الموانئ الإسبانية مثل فالنسيا وبرشلونة، لكنه شدد على أن هذه القوة لا تكفي في ظل غياب إصلاحات هيكلية في النظام الضريبي والإداري، لافتا في هذا السياق، "لدينا موقع جغرافي ممتاز، لكن ذلك لا يكفي وحده. ولكي يزدهر النشاط التجاري، لا بد من وجود حوافز حقيقية للمستثمرين". كما أشار بولودا إلى أن البيئة الضريبية والتنظيمية الحالية في إسبانيا تحدّ من قدرة الموانئ على المنافسة في حوض البحر الأبيض المتوسط، مضيفا أن طنجة المتوسط يقدم نموذجا مختلفا يجمع بين البنية التحتية الحديثة والمرونة الإدارية، وهو ما تفتقر إليه الموانئ الإسبانية حسب تعبيره.