في تصريح لافت أعاد تسليط الضوء على الصعود المتسارع لمدينة طنجة كمركز لوجستي عالمي، أقر رجل الأعمال الإسباني الشهير فيثينتي بولودا، رئيس مجموعة Boluda Corporación Marítima، بأن إسبانيا "توشك أن تخسر المعركة" أمام ميناء طنجة المتوسط، مشيدا بما وصفه ب"النموذج الاقتصادي المتكامل والمحفز للاستثمار" الذي جعل من المدينة المغربية وجهة مفضلة للشركات الكبرى. وقال بولودا، خلال مشاركته في منتدى الجيوسياسة المنظم من طرف مجموعة Cajamar في مدينة فالنسيا، إن ميناء طنجة المتوسط أصبح نموذجا عالميا للتكامل بين البنية التحتية، والبيئة الجبائية الجاذبة، والفضاءات الصناعية المتصلة مباشرة بالميناء، مضيفا: "طنجة تمتلك منطقة شاسعة حول الميناء، مع نظام ضريبي تنافسي جدا، وهو ما يجعل الشركات الكبرى تفضل الاستقرار هناك، المعركة لتجاوز طنجة تكاد تكون خاسرة". وأشار المتحدث إلى أن القوة التنافسية لطنجة لم تعد ترتبط فقط بقدراتها المينائية، بل بنظامها الاقتصادي والإداري المرن، في وقت ما زالت فيه إسبانيا –حسب تعبيره– تعاني من بيروقراطية وضغط ضريبي يعيقان جاذبية الاستثمار. وأضاف بولودا: "نمتلك موقعا جغرافيا ممتازا، لكننا لا نحسن استغلاله، في المغرب، الأمور مختلفة، هناك رؤية استراتيجية واضحة لتحويل طنجة إلى منصة لوجستية تربط إفريقيا بأوروبا". ووجه رئيس Boluda Corporación Marítima دعوة إلى الحكومة الإسبانية لتدارك التأخر عبر تحفيز النشاط الاقتصادي بخفض الضرائب وتقليص تكاليف العمل وتبسيط المساطر الإدارية، مشيرا إلى أن رجال الأعمال "بحاجة إلى بيئة تؤمن بقدرتهم على المساهمة في تنمية المجتمع، كما هو الحال في مناطق مثل طنجة". وتأتي تصريحات بولودا تأتي في سياق متزايد من الاعتراف الدولي بتجربة طنجة الاقتصادية والمينائية، حيث أصبح ميناء طنجة المتوسط يحتل مراتب متقدمة عالميا في مناولة الحاويات، متفوقا على عدة موانئ أوروبية، من بينها فالنسيا وبرشلونة.