قال رئيس الحكومة المغربية، سعد الدين العثماني، في الحوار الذي أجراه مع قناة الجزيرة القطرية اليوم الأحد، ردا على سؤال كيف يستثمر المغرب علاقاته مع إسرائيل في هذا الوضع الصعب على الفلسطينيين، بأن المغرب اختار الجانب الذي يُدعمه، وهو الحق الفلسطيني، وبالتالي نفى بطريقة غير مباشرة أن يكون المغرب يتواصل مع إسرائيل بشأن ما يجري في الأراضي الفلسطينيية. وأضاف العثماني في معرض رده، بأن خيار المغرب هو خيار سياسي، مشيرا في هذا السياق إلى الاتصال الذي أجراه مع إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الفلسطينية، والتصريحات المغربية الرسمية بشأن التطورات في فلسطين، إضافة إلى المباردات الملكية لدعم الشعب الفلسطيني. وقال العثماني، بأن المغرب اختار دعم صمود الشعب الفلسطيني، مضيفا بأن المبادرات المغربية لدعم الحق الفلسطيني سياسيا ستتولى، بالإضافة إلى الدعم العملي والميداني، مشيرا إلى أن شحنات المساعدات المغربية قد وصل بعضها إلى فلسطين وأخرى ستصل في أوقات مقبلة. وندد العثماني في حواره مع قناة الجزيرة، بالاعتداءات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني، واصفا إياها ب"جرائم حرب"، حيث تستهدف المدنيين، وحتى الصحافيين، وبالتالي "لا يُمكن إلا أن ندين هذه الانتهاكات الفضيعة" يقول العثماني مضيفا " ويجب أن تتظافر جهود الجميع لإيقاف هذا العدوان". وأشار العثماني إلى الدور المغربي عبر لجنة القدس التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي، والتي يرأسها الملك محمد السادس، حيث قال بأن هذه اللجنة تشتغل على مستويين، المستوى السياسي الذي يقوم على التواصل مع رؤساء الدول والمنظمة الدولية للضغط على إسرائيل لإيقاف عدوانها، والمستوى الميداني، عن طريق بيت مال القدسن التي تقوم "منذ فترة طويلة بدعم المقدسيين ماليا لمواجهة التكاليف الباهضة من طرف الاحتلال الاسرائيلي ودعم التعليم والمدارس والطلبة ودعم المؤسسات الصحية في القدس". وأضاف رئيس الحكومة المغربية، بأن "هناك تعبئة شعبية في المغرب لجمع التبرعات لبيت مال القدس حتى تستطيع رفع مستوى تدخلها ميدانيا، لأن صمود االمقدسيين هو جزء أساسي من المعركة ضد تهويد القدس من طرف إسرائيل". وأكد العثماني بأن الحكومة المغربية، عبر وزارة الخارجية، تُجري اتصالات متتالية مع أطراف دولية، خاصة مع رؤساء الدول الكبرى للضغط على إسرائيل لإيقاف اعتداءاتها، مشيرا إلى أن هذا الدعم الدبلوماسي مدعوم بزخم شعبي في المغرب، حيث أن الاحزاب المغربية نددت كلها بالاعتداءات الاسرائيلية، وهناك وقفات وتفاعلات رقمية وميدانية للتعبير عن الموقف الشعبي المغربي المساند للقضية الفلسطينية.
