محمد عيسى كنّا هناك... نقاوم رصاصة الغياب حلما ووردة تلملم جراحاتنا أصداف حتّى يمرّ المغيب و يحضن آخر تراتيل الاشتياق مذ كنت طفلا تثقلني أحلام المتعبين و كنت الغريب تنكرني كل الصّباحات و البلاد لم تكن بلادي كان بي جنون و إعصار إلى سيّدة الشجرات و مطر كلّ المواسم لا شيء يعجبني و لا احد يشبهني أصوم نهاري و أبكي ليلي طويلا و فجري حتى يصير الماء ملحا كان كذبة هذا العمر حتى اعترف بي الورد و أزاحني الباطل من بين يديه أسير الآن في وطني مثل الفارس الحرّ يشملني الكبرياء و لم يعد حزني يكبر ها أنّي أغتسل في ضحكتها يشتهيني الحنين و يتسامق في دمي النّخيل و يحيّيني السادة و العبيد و لا تتقاتل في يمّنا القبائل كنّا هناك نعتنق كلّ جهات البلاد و تهفو طاولتنا للزغاريد وجهها يعتّقه العرق و خصرها من وصايا أقمار و البحر كان لنا و الأغنيات... الهي و أنت الهي هل في الانتظار قطار و ضحكة وقبلة ..؟ حتى أنشر في يديها كفني و أمدّد جفنيها في النّهر و تحيا بقلقنا المعتّق ما العمر؟ و ما امتداد الكون؟ إن لم أتوشّح بمائها و أسكنها حتى وعد الرماد..