بعد غياب طويل عن الأحاديث الإعلامية و الصحفية، لكن بإصرار عنيد و جميل على متابعة كل صغيرة و كبيرة تهم الشأن الرياضي عامة و الكروي خاصة بمدينة أسفي، انتقلت جريدة الاتحاد الاشتراكي إلى مقهى تطل على المحيط الأطلسي، بحيث كانت المناسبة رد الإعتبار إلى أحد رموز التسيير بأسفي باستضافة السيد علي الصابري الذي عبر عن سعادته بهذا اللقاء خصوصا في هذه الظرفية بالذات. و بدون مقدمات طويلة، قال السيد الصابري بأنه غادر مدينة الدارالبيضاء ليستقر بأسفي سنة 1982 و ذلك بعد تجربة قصيرة لكنها مهمة كلاعب مارس رفقة فريق الحياة البيضاوية (الزكرب) . فمباشرة بعد وصول الأسرة إلى أسفي، سيتقلد مهام تسيير فريق نجم شباب جنوب أسفي رفقة المرحوم و القيدوم "با فراج" و الذي كان يلعب في القسم الوطني الثالث، مشيرا إلى أن الفريق استطاع الوصول في مناسبتين لمباريات السد لكنه كان دائما ينهزم بضربات الجزاء ضد فريقين من مدينة مراكش. بعد ذلك سيخسر مباريات السد مرة أخرى، لكن هذه المرة كرئيس لفريق دفاع أسفي ضد كل من جمعية الحليب البيضاوية سابقا و أيضا شباب الحسيمة و إتحاد طنجة. و تشاء الصدف أن لا تكون الثالثة ثابتة، و بالرغم من اندماج فريقي وداد أسفي و دفاع أسفي تحت إسم إتحاد أسفي، فالفريق سيفشل مرة أخرى في تسديد ضربات الجزاء ليبتسم الحظ آنذاك لفريق القواة المساعدة للإنتشاء بحلاوة الصعود إلى القسم الوطني الأول. " عندما كان المسير يدفع من جيبه في سبيل الفريق " و في سؤال حول خصوصيات التسيير الكروي في الثمانينيات مقارنة بالوقت الحاضر، قال السيد علي الصابري بأن المغرب عرف خلال هذه الفترة نهضة كروية مهمة همت مختلف المدن و الجهات المغربية بحيث كان المسيرون يعطون كل ما لديهم لفرقهم، لم تكن هناك المنح أو المساعدات المادية أو الإستشهار أو كل أشكال السبونسور، كان أعضاء المكتب المسير يجتمعون يوميا للحديث عن تفاصيل تسيير و تدبير الفريق، كنا نشكل أسرة واحدة بين المسيرين و التقنيين و اللاعبين و نقوم بجلسات شبه يومية للوقوف على كل صغيرة و كبيرة و حل المشاكل التي نصادفها، كان أعضاء المكتب المسير أول الحاضرين سواء أثناء التداريب أو في المباريات . أما في ما يخص اللاعبين فكان هدف الجميع هو الدفاع عن قميص الفريق و سمعة مدينتهم بكل روح رياضية و تفاني و إخلاص، الآن المادة و الجانب المالي سيطر على الحياة الكروية. و بالعودة إلى التاريخ، أشار الصابري بأن في سنة 1986 كان المكتب المسير لفريق دفاع أسفي ( بالقسم الوطني الثاني ) يقدم للاعبين منحا مهمة وصلت إلى 4 ألاف درهم في حالة الفوز، بالطبع لم تكن هناك الأجور الشهرية، لكن في المقابل قمنا بتشغيل كل اللاعبين لضمان مستقبلهم، ليختتم قوله حول التسيير بأنه لم يتوصل في يوم من الأيام بأي منحة مالية، بل كانوا يعتمدون على هبات بعض الغيورين و المحبين للفريق سواء داخل أو خارج أسفي خصوصا بمدينتي الدارالبيضاء و أكادير، بل حتى الحافلة التي اقتناها للفريق آنذاك بماله الخاص لا يعرف ماذا حل بها و من استفاد منها." اليوم الإمكانيات المادية متوفرة، لكن نفتقد لمسيرين في المستوى "أما بالنسبة إلى أجواء المباريات التي كانت تقام آنذاك، فيتذكر السيد علي الصابري تفاصيلها الصغيرة و الكبيرة بالرغم من تواجد الفريق في القسم الوطني الثاني: الجماهير الغفيرة، الرقصات و الأهازيج الشعبية و الفلكلورية على جنبات الملعب، كان الحماس و اللعب الفرجوي...كان الفريق حينما ينتقل للعب خارج أسفي، فما يناهز 20 حافلة ترافقه إلى كل المدن المغربية، و لا زال يتذكر جيدا حينما كان الفريق سيواجه مولودية مراكش قبل مباراة السد، فكل حافلات المحطة الطرقية بأسفي انتقلت إلى مراكش مما سبب في أزمة نقل للمسافرين لم يسبق لمدينة أسفي أن عانت منها من قبل. و ارتباطا بنفس الموضوع، أشار بأنه لم يندم للحظة واحدة عن السنوات التي قضاها في مجال التسيير بأسفي، لكنه ليس مستعدا تماما للرجوع إليه باقتناعه بأن الأجواء أصبحت مختلفة و لا تساعد بتاتا على العمل وفق استراتيجية واضحة قوامها الصراحة و الشفافية و الوضوح و النتيجة، و أضاف بأنه يرفض العمل و التسيير في غياب تحقيق النتائج المرجوة، ليختتم قوله حول هذه النقطة بأن مشكل الكرة في المغرب هو التسيير لأن المغرب أصبح يتوفر على طاقات شابة مهمة، الإمكانيات متوفرة، الملاعب موجودة، لكن هناك غياب مسيرين في المستوى." مشكل أسفي هو غياب التكوين القاعدي "أما بالنسبة لمستوى الممارسة الكروية محليا و وطنيا، فلم يتردد السيد الصابري على التأكيد بأن هناك تراجع كبير و نقص مهول سواء محليا أو وطنيا، و أعطى مثالا حيا و نموذجيا بمدينة أسفي التي منذ صعودها إلى القسم الوطني الأول لم يكن هناك اهتمام بالتكوين القاعدي و بمستقبل الفريق بالرغم من توفر المدينة على طاقات كروية شابة لكنها تعاني تجاهل المسؤولين للإهتمام بهم و صقل مواهبهم و منحهم الفرصة. و أضاف بأنه مولع بتتبع مباريات قسم الهواة و القسم الشرفي التي يتابع مبارياتها بملعب " شنكيط "، و أنه متأكد بإمكانية خلف فريق كبير من أبناء مدينة أسفي شريطة الإهتمام بهؤلاء اللاعبين و بالعمل القاعدي الممنهج و المدروس. اليوم يجب أن لا نلوم اللاعبين أو الجمهور، و إنما يجب أن نلوم المسيرين و المؤطرين، خاتما قوله بأنهم كانوا يسخرون من طريقة و منهجية تسيير بعض الفرق الوطنية و بأن مجموعة من لاعبي أسفي حملوا ألوان بعض الفرق الوطنية كحسنية أكادير (5 لاعبين ) و اتحاد طنجة و الرجاء و الوداد و الاتحاد بالدارالبيضاء... " الخميري، البطاش و با فراج، مدربون راسخون في ذاكرتي "حول مساره الطويل في مجال التسيير، أشار السيد علي الصابري بأنه تأثر كثيرا بالحاج عبد القادر الخميري الذي يعتبره إنسانا و مربيا قبل أن يكون مدربا، و أضاف بأن نفس الإحساس ينطبق على السيد البطاش و المرحوم با فراج، و اختتم حديثه بالتأكيد على أن القاسم المشترك بينهم هو اهتمامهم بالتربية و الأخلاق قبل التدريب. ..............................................................................................بطاقة تعريفية : من مواليد الدارالبيضاء 1962. لاعب سابق لفريق الحياة البيضاوية (الزكرب). رئيس سابق لفريق نجم شباب جنوب أسفي (سنتان). رئيس سابق لفريق دفاع أسفي (6 سنوات). رئيس سابق لفريق كوكب أسفي. رئيس سابق لاتحاد أسفي (السنة الأولى من الإندماج بين الوداد و الدفاع). رئيس سابق لعصبة الساحل لألعاب القوى (الثمانينيات) . " من لاعب سابق لفريق الحياة البيضاوية إلى رئيس فرق كروية بأسفي "