بطاقة تعريفية: من مواليد الدارالبيضاء 1962 . لاعب سابق لفريق الحياة البيضاوية (الزگرب). رئيس سابق لفريق نجم شباب جنوب أسفي ، لفريق دفاع أسفي (6 سنوات)،لفريق كوكب أسفي، لاتحاد أسفي و لعصبة الساحل لألعاب القوى (الثمانينيات). من لاعب سابق لفريق الحياة البيضاوية إلى رئيس فرق كروية بأسفي التقته جريدة «الاتحاد الاشتراكي» بمقهى تطل على المحيط الأطلسي، بحيث كانت المناسبة رد الإعتبار إليه كأحد رموز التسيير بأسفي ، السيد علي الصابري عبر عن سعادته بهذا اللقاء خصوصا في هذه الظرفية بالذات. وبدون مقدمات طويلة، قال السيد الصابري بأنه غادر مدينة الدارالبيضاء ليستقر بأسفي سنة 1982، فمباشرة بعد وصول الأسرة إلى أسفي، سيتقلد مهام تسيير فريق نجم شباب جنوب أسفي رفقة المرحوم والقيدوم «با فراج» والذي كان يلعب في القسم الوطني الثالث، مشيرا إلى أن الفريق استطاع الوصول في مناسبتين لمباريات السد لكنه كان دائما ينهزم بضربات الجزاء ضد فريقين من مدينة مراكش. بعد ذلك سيخسر مباريات السد مرة أخرى، لكن هذه المرة كرئيس لفريق دفاع أسفي ضد كل من جمعية الحليب البيضاوية سابقا وأيضا شباب الحسيمة واتحاد طنجة. وتشاء الصدف أن لا تكون الثالثة ثابتة، وبالرغم من اندماج فريقي وداد أسفي ودفاع أسفي تحت إسم اتحاد أسفي، فالفريق سيفشل مرة أخرى في تسديد ضربات الجزاء ليبتسم الحظ آنذاك لفريق القوات المساعدة للإنتشاء بحلاوة الصعود إلى القسم الوطني الأول. عندما كان المسير يدفع من جيبه في سبيل الفريق وفي سؤال حول خصوصيات التسيير الكروي في الثمانينيات مقارنة بالوقت الحاضر، قال السيد علي الصابري بأن المغرب عرف خلال تلك الفترة نهضة كروية همت مختلف المدن و الجهات المغربية، بحيث كان المسيرون يعطون كل ما لديهم لفرقهم، لم تكن هناك المنح أو المساعدات المادية أو الإستشهار أو كل أشكال السبونسور، كان أعضاء المكتب المسير يجتمعون يوميا للحديث عن تفاصيل تسيير وتدبير الفريق، كنا نشكل أسرة واحدة بين المسيرين والتقنيين واللاعبين ونقوم بجلسات شبه يومية للوقوف على كل صغيرة وكبيرة وحل المشاكل التي نصادفها، كان أعضاء المكتب المسير أول الحاضرين سواء أثناء التداريب أو في المباريات. أما في ما يخص اللاعبين فكان هدف الجميع هو الدفاع عن قميص الفريق وسمعة مدينتهم بكل روح رياضية وتفاني وإخلاص، الآن الجانب المالي سيطر على الحياة الكروية. وبالعودة إلى التاريخ، أشار الصابري بأن في سنة 1986 كان المكتب المسير لفريق دفاع أسفي (بالقسم الوطني الثاني) يقدم للاعبين منحا مهمة وصلت إلى 4 آلاف درهم في حالة الفوز، بالطبع لم تكن هناك الأجور الشهرية، لكن في المقابل قمنا بتشغيل كل اللاعبين لضمان مستقبلهم، ليختتم قوله حول التسيير بأنه لم يتوصل في يوم من الأيام بأي منحة مالية، بل كانوا يعتمدون على هبات بعض الغيورين والمحبين للفريق سواء داخل أو خارج أسفي خصوصا بمدينتي الدارالبيضاء وأكادير، بل حتى الحافلة التي اقتناها للفريق آنذاك بماله الخاص لا يعرف ماذا حل بها ومن استفاد منها. اليوم الإمكانيات المادية متوفرة، لكن نفتقد لمسيرين في المستوى أما بالنسبة إلى أجواء المباريات التي كانت تقام آنذاك، فيتذكر السيد علي الصابري تفاصيلها الصغيرة والكبيرة بالرغم من تواجد الفريق في القسم الوطني الثاني: الجماهير الغفيرة، الرقصات والأهازيج الشعبية والفلكلورية على جنبات الملعب، كان الحماس و اللعب الفرجوي...كان الفريق حينما ينتقل للعب خارج أسفي، فما يناهز 20 حافلة ترافقه إلى كل المدن المغربية، ولا زال يتذكر جيدا حينما كان الفريق سيواجه مولودية مراكش قبل مباراة السد، فكل حافلات المحطة الطرقية بأسفي انتقلت إلى مراكش مما سبب في أزمة نقل للمسافرين لم يسبق لمدينة أسفي أن عانت منها من قبل. وارتباطا بنفس الموضوع، أشار إلى أنه لم يندم للحظة واحدة عن السنوات التي قضاها في مجال التسيير بأسفي، لكنه ليس مستعدا تماما للرجوع إليه باقتناعه بأن الأجواء أصبحت مختلفة ولا تساعد بتاتا على العمل وفق استراتيجية واضحة قوامها الصراحة والشفافية والوضوح والنتيجة، وأضاف بأنه يرفض العمل والتسيير في غياب تحقيق النتائج المرجوة، ليختتم قوله حول هذه النقطة بأن مشكل الكرة في المغرب هو التسيير، لأن المغرب أصبح يتوفر على طاقات شابة مهمة، الإمكانيات متوفرة، الملاعب موجودة، لكن هناك غياب مسيرين في المستوى. مشكل أسفي هو غياب التكوين القاعدي أما بالنسبة لمستوى الممارسة الكروية محليا ووطنيا، فلم يتردد السيد الصابري في التأكيد على أن هناك تراجعا كبيرا ونقصا مهولا سواء محليا أو وطنيا، وأعطى مثالا حيا ونموذجيا بمدينة أسفي التي منذ صعودها إلى القسم الوطني الأول لم يكن هناك اهتمام بالتكوين القاعدي وبمستقبل الفريق بالرغم من توفر المدينة على طاقات كروية شابة، لكنها تعاني تجاهل المسؤولين للإهتمام بهم وصقل مواهبهم ومنحهم الفرصة. وأضاف بأنه مولع بتتبع مباريات قسم الهواة والقسم الشرفي التي يتابع مبارياتها بملعب «شنكيط» ، وأنه متأكد بإمكانية خلق فريق كبير من أبناء مدينة أسفي . اليوم يجب أن لا نلوم اللاعبين أو الجمهور، وإنما يجب أن نلوم المسيرين والمؤطرين.