الولية الصالحة المتفقهة العابدة الزاهدة ابنة الشيخ سيدي عمرو، نزحت إلى أغمات في العهد الوطاسي، وتتلمذت على مشايخ عصرها، برزت نجابتها في مختلف العلوم الفقهية، مما أهلها للتدريس، فكان عليها التشبه بالرجال من حيث الملبس، وهو الأمر الذي جر عليها مضايقات عديدة أجبرتها على التنقل بين قرى ناحية مراكش، فرارا من الناس، حتى استقر بها المطاف بأحد دواوير وادي أوريكة الذي صار يعرف بزاوية ستي فاطمة، وهناك تزوجت وجعلت من بيتها ملجأ للفقراء والمعوزين والغرباء، وبيتا للمسافرين، ومعينا للمرضى واليتامى، صادعة بالحق ونازعة لإ?لاح ذات البين وفض الخصومات والنزاعات، فأضحى بيتها قوي الأثر على المستوى الديني والاجتماعي وحتى السياسي. وحينما ادركها الأجل دفنت بمقبرة مخصصة لذوي المكانة الاجتماعية. وتقع ستي فاطمة بنهاية طريق وادي أوريكا بالجنوب من مدينة مراكش، بمسافة 45 كلم تقريباً عن مراكش أي مسافة ساعة كاملة تقريبا لكثرة التوقفات وخصوصاً في قرى اوريكا ووجود بعض المنعطفات الخطره والأهم من ذلك هو المطلات الجميلة على الوادي. أما آمنة الشفشاونية فهي بنت عبد الله بن أحمد الشكوري المعروفة لدى الناصريين بالشفشاونية، سليلة بيت عريق من بيوتات شفشاون الذين ربطتهم بناصريي تامكروت علاقة مصاهرة وعلم وتصوف، يتصل نسبها بأبي بكر الصديق. ولدت آمنة سنة 1678 م ، ونشأت على العلم والتقوى والورع في أحضان مدينتها، قبل أن تقوم بزيارة أختها زوجة موسى ابن امحمد الناصري الكبير بتامكروت، حيث أثارت فطنتها وجمالها انتباه الشيخ أحمد بناصر، فتزوجها وهي تبلغ الثالثة عشرة من عمرها. وقد اعتنى بها الشيخ الجليل وحرص على تعليمها حتى أتمت حفظ القرآن وصارت تصاحبه في رحلاته التفقدية، فكانت عونا له متصفة بالكرم المفرط والعفاف التام وإيثار الضعفاء والأيتام، وقد برعت في معالجة بعض الأمراض الجلدية كالبرص والحب الإفرنجي وأمراض العيون، وداومت على ذلك إلى أن وافتها المنية متأثرة بوباء الطاعون، حيث دفنت بمقابر الناصريين.