قال وزير الصحة الحسين الوردي، اليوم الاثنين بمراكش، إن المخاطر المتنامية للأوبئة الناجمة عن الأمراض الناشئة، والتي من بينها فيروس "إيبولا" ووباء كورونا ، تشكل تهديدا حقيقيا وكبيرا يتطلب إرساء أنظمة وطنية لليقظة والسلامة الصحية تتسم بالفعالية. و حسب وكالة المغرب العربي للأنباء، أضاف الوردي في كلمة خلال افتتاح أشغال المؤتمر الدولي السنوي التاسع للجمعية الدولية للمعاهد الوطنية للصحة العالمية، أن هذه المخاطر تتطلب الشروع في القيام بإصلاحات مهمة لأنظمة الصحة العامة تستجيب لمختلف المهام الموكولة للصحة العمومية، والتي من بينها اليقظة الوبائية ودراسة ومراقبة المخاطر والتهديدات المرتبطة بالصحة العامة. وذكر الوزير بأن التصريح الحكومي جعل من اليقظة والسلامة الصحية أولوية، مبرزا أن إصلاح نظام الصحة العمومية يمر بالضرورة عبر المصادقة على قانون يسمح بتسطير القواعد والمبادئ الأساسية في مجال اليقظة والسلامة الصحية، وتحديد أدوار ومسؤوليات مختلف الفاعلين وكذا الآليات المؤسساتية والتنظيمية في مجال الصحة العامة من قبيل معهد وطني للصحة العمومية. وقال إن هذه الإصلاحات ستمكن من خلق انسجام بين نظام الصحة العامة ومتطلبات الانتقال الديمغرافي والوبائي وتلك المتعلقة بالتحديات الجديدة للسلامة الصحية وفق مقاربة شاملة ومندمجة تأخذ بعين الاعتبار المحددات السوسيو اقتصادية والبيئية للصحة. وأكد الوردي أنه تم تحقيق تطورات مهمة مكنت المغرب من مراقبة وتجنب عدد مهم من الأمراض التي تشكل تهديدا حقيقيا بالنسبة للصحة العامة ، من بينها الكوليرا والملاريا والجذام وحمى التيفويد وبعض الأمراض الأخرى التي تستهدفها حملات التلقيح. وعلى الرغم من ذلك، يقول الوزير، يتعين بذل مزيد من الجهود من أجل التصدي لأمراض صحية دائمة وأخرى حديثة ضمنها داء السل وداء فقدان المناعة المكتسبة والتهاب السحايا، فضلا عن بعض الأمراض المزمنة، كما يتعين تعزيز قدرات البلد في ما يتعلق بالتقنين والتشخيص والمراقبة والتكفل من أجل تعزيز المكتسبات ومواجهة المخاطر المحتملة. ويعرف هذا المؤتمر ، الذي تنظمه وزارة الصحة والجمعية الدولية للمعاهد الوطنية للصحة العامة على مدى يومين ، مشاركة حوالي 100 خبير في الصحة العامة والمدراء العامون للمعاهد الوطنية للصحة العامة ب80 دولة. ويشكل المؤتمر مناسبة لمناقشة القضايا الشاملة للصحة العامة ذات الأولوية على الصعيد العالمي ، وتبادل التجارب في مجال الترصد الوبائي ومحاربة الأوبئة الناجمة عن الأمراض الجديدة كداء فيروس "إيبولا" ومتلازمة داء فيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية. كما سيتم خلال هذه التظاهرة العلمية تبادل الخبرات المتعلقة بإصلاح وتطوير نظم الصحة العامة لمواجهة التحديات العالمية من قبيل العبء المزدوج للأمراض المعدية وغير المعدية ، وطريقة أخذها بعين الاعتبار في واقع النظم الصحية.