سؤال بمجلس المستشارين يطرح: قسم الأمراض العقلية بمستشفى بني ملال أسوأ من سجن أبو غريب

اعترف وزير الصحة، الشيخ محمد بيد الله أول أمس الثلاثاء بمجلس المستشارين، بأن الحكومة لا تمتلك خريطة صحية للمغرب تمكن من تصحيح الفوارق الكبيرة بين جهاته في ما يخص المؤسسات الاستشفائية، سيما وأن ثلثي المغاربة ينتظرون تفعيل مدونة التغطية الصحية الإجبارية التي لا تشمل إلا ربع المغاربة، وهي المدونة التي وعد الوزير الأول إدريس جطو بالبدء في العمل بها أوائل الصيف المقبل بعد تبين استحالة ذلك في مطلع السنة الجارية، كما قالت بذلك الحكومة.
واعتبر المسؤول الحكومي، في رده على سؤال لأحد المستشارين حول برامج وزارة الصحة لتجاوز واقع التمركز الشديد للمؤسسات الصحية في المدن الكبرى على حساب باقي المدن والبوادي، أن حل هذه الاختلالات هو سن خريطة صحية تلبية لحاجيات المواطنين وتوزع المؤسسات الصحية الخاصة والعامة توزيعاً عادلاً، وأضاف أن هذه الخريطة هي موضوع مشروع قانون تشتغل عليه الحكومة، وشدد بيد الله على أن وضع خريطة صحية "أمر لا بد منه لأجرأة مدونة التغطية الصحية الإجبارية".
"ورغم وجود 2458 مؤسسة صحية حالياً بالمغرب يضيف الوزير إلا أن الفوارق ماتزال موجودة بين الوسطين الحضري والقروي، وحتى بين المدن وضواحيها، وزاد المتحدث نفسه أنه إلى حين وضع خريطة صحية، قامت الحكومة بخلق أقطاب جودة في الأقاليم، وبالأخص على صعيد توزيع الأجهزة المعقدة كالسكانير، وتوفير الموارد البشرية الكفيلة بتشغيل هذه الأقطاب التي تساهم في التخفيف من الضغط على المستشفيات الكبيرة وتقرب الخدمات الصحية من المواطنين، وفي هذا الصدد جهزت مستشفيات 12 مدينة بالسكانير كالقنيطرة والخميسات وتازة وزاكورة والعيون وسطات...
وفي موضوع ذي صلة بالواقع الصحي، انفجر الحاضرون في جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس المستشارين ضحكاً عندما وصف مستشار برلماني الجناح الخاص بالأمراض العقلية في المستشفى الإقليمي ببني ملال بأنه أسوأ من سجن أبو غريب، موضحاً أن نزلاء الجناح يقيدون بالسلاسل ويفتقدون إلى الأفرشة والأغطية والأدوية، كما أنهم حسب إفادات المستشار يحبسون في قاعة أسوأ من زنازن السجون، ومعهم أحياناً بعض الجانحين من سكارى تعتقلهم الشرطة في الشوارع.
ودعا المصدر ذاته وزير الصحة إلى التدخل بشكل استعجالي لانتشال جناح الأمراض العقلية من وضعيته المزرية، سيما وأن الوزير نفسه قال في جوابه إن وضع الجناح غير مريح، إذ يحتوي على 16 سريراً ويشتغل به ثلاثة أطباء مختصين، وذلك بميزانية هزيلة قدرها 600 ألف درهم سنويا لشراء الأدوية، وحسب قول بيد الله، فإن 1150 شخصاً عُولجت أمراضهم فيه خلال سنة ,2004 وأعطيت 5540 استشارة طبية. وحاول بيد الله طمأنة المستشار بالقول إن مصحة جديدة للأمراض العقلية ببني ملال قد تمت برمجة البدء في بنائها في غضون السنة الحالية.
محمد بنكاسم