أثارت محاضرة الباحث والمفكر المصري، راغب السرجاني، حول البراهين الشرعية والتاريخية والقانونية لمغربية الصحراء، نقاشا كبيرا بين الحضور، إذ استمر النقاش بينهم لأكثر من نصف ساعة، بعد نهاية المحاضرة ومغادرة السرجاني لقاعة المهدي بن بركة بالرباط يوم الإثنين 20 شتنبر 2010 . واعتبر عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، عبد العالي حامي الدين، الذي انفعل خلال محاولته التدخل في نهاية المحاضرة، بأن السرجاني وقع - من حيث لا يدري - في عدد من الأخطاء التاريخية، كحديثه عن هزيمة مغربية في حرب الرمال سنة ,1963 وإعطاء تندوف للجزائر بوساطة عربية حسمت الحرب، إذ قال حامي الدين بأن العلم المغربي نصب في تندوف، مضيفا - في تصريح لالتجديد - بأنه يثمن ويشيد تأكيد السرجاني على مغربية الصحراء، مستدركا القول بأن هذا لا يلغي الاختلاف معه على عدد من النقاط والأحداث الواردة في محاضرته، والتي أظهرت عدم وضوح الرؤية حول الواقع المغربي وتشعبات قضية الصحراء. ورفض حامي الدين عددا من الدعوات التي أطلقها السرجاني في نهاية محاضرته، كتلك التي دعا فيها كلا من المغرب والجزائر إلى التفاوض بشكل مباشر ونبذ الخلاف بينهما، إذ اعتبر حامي الدين بأن المحاضر أخطأ في وضع المغرب على قدم المساواة مع الجزائر وتحميلهما معا نفس القدر من المسؤولية، مؤكدا على أن المغرب كان دائما يتبع سياسة اليد الممدودة مع الجزائر، ومشيرا في هذا الإطار إلى خطوة المغرب في فتح الحدود من جانب واحد مع الجزائر، ورفع التأشيرة عن الزوار الجزائريين، دون أن تقوم الجزائر بأي خطوة مماثلة. وأضاف نفس المتحدث، بأن دعوة السرجاني للدولة المغربية بإصدار عفو عام وشامل عن كل الناشطين ضد الوحدة الترابية للمغرب، متجاوز أصلا، لأن نداء أن الوطن غفور رحيم كان موجودا منذ عهد الملك الراحل، الحسن الثاني، الذي أطلقه لأول مرة. وكان الباحث والمفكر المصري، راغب السرجاني، قد دعا خلال المحاضرة التي نظمتها حركة التوحيد والإصلاح حول الأدلة المثبتة لمغربية الصحراء، إلى إنجاز تقارب مغربي جزائري، بوساطة عربية، داعيا المغرب - على وجه التحديد - إلى إصدار عفو شامل عن كل الانفصاليين وبدء صفحة جديدة لمحاولة إيجاد مخرج للقضية، يضمن للمغرب استرداده لصحرائه. وأكد السرجاني، من خلال تركيزه على السياق التاريخي لمغربية الصحراء، التي قال أن مغربيتها كانت واضحة ومؤكدة، إلى حدود نهاية القرن التاسع عشر، قبل أن تتنازع كل من فرنسا وإسبانيا على المغرب، وتحاول كل واحدة منهما أخذ نصيبهما وتقسيمه بينهما. وأكد السرجاني، في نفس الإطار، على أنه يجب الاهتمام بشكل أكبر بتوفير المعلومة حول قضية الصحراء، وإخراجها من الرفوف الأكاديمية إلى التداول العام، بهدف إزالة أي اضطراب فكري حول أحقية المغرب بصحرائه، وكذا التأسيس لفهم أفضل للقضية لبناء منطلق للحل. وأشار المتحدث كذلك، إلى أن تشابك وتعقيد قضية الصحراء المغربية راجع لعوامل متعددة؛ تتلخص أهمها في؛ تعدد الأطراف المتصارعة، والوجود السابق لقوى الاستعمار الفرنسي والإسباني بالمنطقة، ثم دخول قوى جديدة على خط النزاع، في إشارة إلى الولاياتالمتحدة وروسيا وبريطانيا.