صراع في إسبانيا بين اللغة الوطنية واللغات المحلية

كشفت إحدى الوثائق الصادرة عن موقع ويكيليكس، حول القضية اللغوية في إسبانيا وعلاقة الحكومة المركزية الإسبانية مع مختلف الجهات في اسبانيا عن معطيات دالة بخصوص المواقف المتباينة للفاعلين من القضية اللغوية وقضايا الإنتماء والهوية وعلاقة الجهات مع حكومة مدريد.
وجاء في وثيقة صادرة عن السفارة الأمريكية في مدريد في شهر غشت ,2008 أن السياسة اللغوية في إسبانيا تتجه ضد توجهات التيار القومي الجهوي في اسبانيا وانتصار التيار الذي يدعو إلى إعطاء الأولوية للغة الإسبانية باعتبارها اللغة الوطنية الموحدة لكل الإسبان، في مقابل التيار المنتشر في جهة الباسك والذي يدعو إلى إعطاء الأولوية للغة الجهوية، وهو ما كشفت عنه الوثيقة من خلال عرض مجموعة من الوقائع والأحداث الخاصة بهذا السجال اللغوي في إسبانيا وسرد مواقف الفاعلين بهذا الخصوص، ففي شهر يوليوز ,2008 قام أكثر من 130 ألف اسباني بتوقيع ما سمي ب''البيان من أجل لغة مشتركة'' انطلقت في شهر يونيو من طرف الفيلسوف والمفكر الإسباني فرناندو سافادير، والذي يعتبر مؤسس حزب الإتحاد التقدمي الديمقراطي الجديد، الذي ربح مقعدا في الكونجرس في أول مشاركة انتخابية له سنة ,2008 وتم دعمه بعد ذلك من طرف 20 مثقفا إسبانيا، ومن طرف عدد من السياسيين الذين ينتمون إلى الحزب الشعبي الإسباني المعارض، ومن طرف بعض الشخصيات اليسارية اللامعة.
وجاء ذلك كرد فعل على دعوات الباسكيين وبالخصوص الكاتالانيين من أجل إعطاء الأولوية للغتهم الجهوية في التعليم والفضاءات العمومية، وقد أشار البيان إلى التمييز الذي يعانيه الأشخاص الذين يتحدثون بالإسبانية في هذه المناطق. وقد اعتبر بعض الباسكيين هذا البيان بمثابة هجوم سياسي على لغتهم وعلى هويتهم الوطنية. كما كشفت الوثيقة بأن المحكمة الدستورية في إسبانيا، قامت بدراسة مدى دستورية المقترح الذي تقدم به البرلمان في جهة الباسك خلال شهر يونيو ,2008 في اتجاه التقدم نحو استفتاء شعبي بخصوص ما سمي بمخطط إيبرايتكس ، وهو الإسم الذي يحمله رئيس الحكومة الجهوية، خوسي ماريا إيبرايتكس، والذي يؤكد على أن من حق الباسكيين أن يقرروا مصيرهم وأن يفتحوا نقاشا وطنيا مفتوحا حول الوضع السياسي لمنطقة الباسك. وتحدث المقترح عن تنظيم استفتاء شعبي في 25 أكتوبر ,2008 وينتضر في حالة قبول الإستفتاء، أن يتم الحوار السلمي مع منظمة الإيتا الإنفصالية، وأن يتم مراسلة كل الأحزاب السياسية الباسكية من أجل إطلاق سيرورة تفاوض مع الحكومة الإسبانية المركزية من أجل الحصول على اتفاق بخصوص حق الشعب الباسكي في تقرير مصيره، عبر تنظيم استفتاء شعبي قبل نهاية .2011