❍ تابعتم الحضور القوي والمكثف الذي شهده المهرجان الوطني الثاني لحركة التوحيد والإصلاح فما هي انطباعاتكم الأولية حول هذا النجاح؟ بسم الله الرحمان الرحيم، بداية نحمد الله تبارك وتعالى ونجدد له الثناء أن وفقنا إلى تنظيم هذا المهرجان، وبارك في الجهود والأعمال وبارك في الإمكانات على قلتها، وهو الحفل الذي كان والحمد لله ناجحا بشهادة الجميع، فهذا الإقبال الذي عرفه هذا المهرجان بالقاعة الكبرى للمسرح الوطني محمد الخامس لم يسبق له مثيل بشهادة القائمين على شؤون هذا المسرح فكما لحظتم فالقاعة مكتظة وممتلئة عن آخرها وبمستوياتها الثلاث. وعلى كل حال نعتبر المهرجان ناجحا وقد شهد بذلك الجميع. كما أن هذا الحجم من الإقبال الكبير هو كذلك رسالة إلى أن المغاربة مجتمعين على مدح النبي صلى الله عليه وسلم وكلهم مع الشعار الذي رفعناه وهو شعار مغرب المديح فمن خلال كل المشاركات والتلويننات الفنية التي شاركت في المهرجان أمازيغية كانت أو حسانية أو عربية وشبابا وشيوخا فالكل مجتمع على مدح الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم، دون أن يشد على ذلك أحد، وهذا هو تاريخ المغربة، لكن اليوم نحن نزكي ونبارك هذا المسار وندفع به إلى الأمام في اتجاه إعادة الاعتبار للدين في حياتنا وللتدين في كل سلوكاتنا وأعمالنا ❍ هذا المستوى من النجاح يحملكم مسؤولية التطوير والتجويد من المهرجان، وهو ما عبر عنه كل من الفنانين أنور الجندي وعبد الهادي بلخياط، فما هي تطيمناتكم على هذا المستوى؟ نحن نطمئن المجتمع المغربي ولا أقول فقط الفنانين بأن هذا اختيار اختاره المغاربة أننا ماضون على الدرب ونحن على العهد، ونؤكد مرة أخرى أن هذا الاختيار لدينا في حركة التوحيد والإصلاح ليس وليد اللحظة كما قد يتبادر أو يتهم البعض بل إن حضور الفن واهتمام الحركة به هو قديم يمتد إلى الحركة الوطنية وكل الحركات الإصلاحية. ولن يجد الباحث في التاريخ لحظة من اللحظات التي لم تهتم فيها حركة التوحيد والإصلاح بالمسألة الفنية، وإن ما يحدث اليوم هو تحول آخر في التعاطي مع المسألة الفنية الذي نحن نتجه اليوم إلى مأسسته في إطار مؤسسة تشرف عليه وتنظمه وتستمر في احتضان ما يستحق الاحتضان ودعم ما يستحق الدعم وتكريم ما يستحق التكريم. ❍ هذا يعني أننا سنشهد مبادرات أخرى إلى جانب المهرجان الوطني الذي يبدو أنه بات تقليدا سنويا للحركة. هناك مبادرات متعددة في المجال الفني وفي مختلف ربوع المغرب تقوم بها اليوم حركة التوحيد والإصلاح أما المهرجان فهو ذي صبغة وطنية مركزية، فعلى سبيل المثال هناك استعدادات تجري الآن بمكناس لتنظيم مهرجان من هذا القبيل وكذلك في فاس وأماكن أخرى من ربوع هذا الوطن الحبيب فالمسألة الفنية كانت ولكن اليوم بشكل أكبر من صلب اهتمامات حركة التوحيد والإصلاح ونعد الجميع أننا سنذهب في اتجاه بلورة هذا الاهتمام والدفع به وتطويره وتطوير الإمكانات أيضا ووسائل الاشتغال في هذا الحقل إن شاء الله.