بقلم:حميد رزقي(سوق السبت أولاد النمة) في جعبتها أكثر من حالة فساد، وأكثر من تقرير رسمي، وهي في برجها العاجي تتأمل حال العباد..تترنح يمينا ويسارا وتخدش في العابر ونقيضه ،تتساءل عن عامة الناس وخواصهم ،وعن الأجير والمعطل وعن جمهور السياسة والمثقفين ، وأهل القلم وما يسطرون،وعن الباعة المتجولون،والحرفيون والمهنيون،وحتى عن بائعي النعناع ومُمتهني الدعارة والقوادين والمتملقين ..وتغفل صوت العقل من كيانات المجتمع المدني ورسائل شعب الدرك الأسفل..أولئك الذين لا يتطلعون إلى امتلاك سيارات من آخر طراز أو إلى عقارات بطول لسان من امتلكوا السلطة والجاه أو الي حكم أبدي على كرسي إدارة أو مصلحة أو الى لهف ميزانية بكاملها ...إنما يتطلعون بشعاع الأمل، إلى امتلاك حفنة ماء صالح للشرب، وشعاع نور يُطهِّر قتامة الرؤية، وقبل هذا وذاك امتلاك" حفرة خاصة" ، تفي بحاجة أنفس عدة لقضاء الحاجة بكل راحة واطمئنان.. هو ذا عيب سلطتنا ،وإن كان هو في الأصل عيب هذا الزمان، حيث أن صغار ساستنا ومدبري شؤوننا ، "اكتسبوا" السلطة والجاه، وتملكوا عقارات على خط العرض والطول.. لو تملَّكها مسئول في دول ما وراء البحار ،لقامت الدنيا وقعدت ،ولما تحولت المسألة الى تهمة تبذير المال العام وخرق قوانين الالتزام بالمسؤولية،إلا أن تربتنا بما أنها تلهف من تربة الشرق الأوسط،( حسب مفهوم الكاتب الشهير عبد الرحمان منيف)، لا تعترف بتقاسيم هذه التهم ولا بأبجديتها... فعوض المساءلة ،يتم تبجيل رجال ساستنا وتكريمهم ،كلما تعالت أصوات البندير في إحدى المناسبات ،و في الوقت نفسه تُملأ لهم في خواتم هذه السهرات، محاضر وازنة، عنوانها "خُدَّام الوطن"،وكلها تفسير على تفسير لمعنى التفاني وخدمة الصالح العام.. وأي خدمة أخرى كالحفاظ على البيئة، والرفق بالحيوانات، وتنمية السهول والوديان بما أن كل منهما سيان..ومقابل هذا وذاك،تتم خربشة خطوط سوداء على شرف خدام الوطن،عليها طابع يميل الى لون الدم القاتم،يوحي بأن المكتوب هذه المرة" سري للغاية"بالفعل، بما أنه يطال،وفق تعبيرات سلطتنا، أسماء المشاكسين وأعداء الحرية وحقوق الإنسان ومُتزعمي البلبلة وكل من سولت له نفسه ليس رفع شعار "ارحل" وحسب،إنما شعار "نريد حفرة نقضي فيها حاجتنا كباقي أهل البشر" ..... هو ذا زمن ساستنا وسلطاتنا...زمن التشظي والغرابة...زمن أمسى فيه الجلاد ضحية والضحية جلادا..والملعون أبوه في الزمن هذا،من يمتلك جرأة التحدي.. ولا يمتلك صبر أيوب ..،ومن يعاكس مجرى المياه ومسارها..ومن يتوهم أن ساسة" العدالة " قد اعدلوا أو سيعدلون.!!.والواهم فيه كل الوهم من خذلته كلماته وعشق توصيف الفبرايريين ،وتوصيف مفهوم الربيع..، لربيع عربي لا رحيق له، ولخريطة عريضة قيل في بحر الشتاء ،وتيمُّنا بالجيران، أنها أنجبت شعبا تواقا للحرية والديمقراطية، لكن مع حلول صيفنا، تبين أن شعبنا يعشق كالولهان كل الألوان القزحية ويرفض الانتماء والتلون باللون الأوحد، مخافة من غدر الزمان وأي زمان بعد هذا ،حيث تمسي الكرامة أقداما والخنوع عفة والتملق أسلوب حياة والكلمة أداة استرزاق!!!..