"الدقيق وصل سعره لدى بعض الباعة بالمنطقة المحاصرة ما يفوق 200 درهم ، وقنينة الغاز من الحجم الصغير أربعون درهم ، ...أوضاع معيشية مزرية تضاف إلى رؤوس الأغنام التي يهددها الموت لندرة العلف وعدم صلاحية المراعي المكسوة بالثلوج ". بهذه العبارة أجابنا سعيد ليحضار من آيت بوولي في اتصال هاتفي بالمساء وأضاف ليحضار أحد أبناء آيت بوولي أن دواوير جبلية محاصرة بتالكامل بأزيلال منذ أسابيع نتيجة تساقط الثلوج بكثافة وأمام غياب التدخل العاجل من الجهات المسؤولة . وكان سكان دوار سرمت البالغ عددهم أزيد من 2000 نسمة بجماعة تبانت إقليم أزيلال قد وجهوا شكاية للجهات المسؤولة ، حصلت "المساء" على نسخة منها يؤكدون من خلالهاأنهم " محاصرون بالثلوج منذ ما يزيد عن ثلاثة أشهر خلت دون حلول تذكر، بالرغم يضيف المشتكون، من الشكايتين الموجهتين إلى كل من رئيس دائرة ازيلال ، والمدير الإقليمي لمصلحة التجهيز،" وأكد المشتكون أن "المديرية الاقليمية للتجهيز لم تتدخل هذا معللة ذلك بوعورة المسالك بالمنطقة ، وفي انتظار قرار رسمي في الموضوع من جهة ثانية"، ودق المواطنون ناقوس الخطر بسبب ما الأوضاع التي يعيشونها والتي عجلت بنفاذ " مؤونتهم من المواد الغذائية،خاصة وأنهم، لم يتوقعوا تهاطل الثلوج بكثافة ودون توقف لمدة تزيد عن ثلاثة أشهر(علو الثلوج يزيد عن المتر والنصف) ". من جهته أكد "ن حنين" أن " درجة الحرارة وصلت بآيت بوكماز إلى 17 درجة تحت الصفر، وهو رقم لم يسجل بالمنطقة منذ أمد بعيد كما أن العاصفة الثلجية لم تشهد لها الساكنة مثيلا منذ الستينات". إلى ذلك حوصر أساتذة فرعيات تابعة لمركزية زركان بآيت بوولي بالجبال وأكد زميل لهم بالمركزية في اتصال هاتفي ب"المساء" أن "مجموعة من الأساتذة من بينهم أستاذات قد يحرمون من العطلة البينية التي استفاد منها زملاؤهم في باقي ربوع الوطن وذلك بسبب الظروف المناخية ومحاصرة الثلوج" ، وحول الأوضاع التي يعيشها الاساتذة المحاصرون بالفرعية وسط الثلوج، أضاف الأستاذ أنه"لاتوجد أي وسيلة للاتصال بهم كما ان الوصول إلى مقر الفرعية يستحيل في الفترات الطبيعية الربيع والصيف فمابالكم بالثلوج التي تطمر البيوت والجبال". يشار إلى أن سكان أغلب قرى ودواوير أزيلال الجبلية يجدون أنفسهم عرضة للخطر المترتب عن تراكم الثلوج بكثرة التي تمحو معالم المسالك الطرقية ويستحيل عليهم بسبب ذلك الوصول إلى الأسواق الأسبوعية ،خاصة أمام المخاطر التي تترتب عن المغامرة بقطع عشرات الكيلومترات وسط البرد والثلوج قبل الوصول للمراكز القروية أو لمدينة أزيلال ،وسجلت وفيات عديدة في السنوات الأخيرة بسبب البرد القارس والثلوج التي تغطي جبال وقرى أزيلال خلال الأسابيع القليلة الماضية كان آخرها وفاة مواطن ينحدر من آيت عبدي يدعى "مزيان سعيد بن محا نايت أمزيان" حاصرته الثلوج في طريقه إلى بيت أهله بزركان بعد وصوله لقمة " تزي نملغاس" .