تختلف درجة المعاناة من سلك إلى آخر في الحقل التعليمي بالمغرب، لكن رجال و نساء التعليم بالابتدائي هم أكثر المدرسين ألما، فالمدرس مطالب بالعمل مدة 30 ساعة أسبوعيا على غرار البعض الذي لا تتعدى أربع ساعات عمل أسبوعيا في أجندة استعمال زمنه، و خاصة أولئك الذين يعملون بالملحقات. المدرس بالابتدائي منه الأستاذ و الإداري و الحارس حيث يطالب بحراسة التلاميذ قبل و وقت الاستراحة، يسجل التلاميذ الجدد في السجلات، و يدون النقط و يحرس تلاميذ المستوى السادس بأجر أستحيي ذكره مع المبلغ الذي يتوصل به لاحقا، كما أن ظروف عمله حدث و لاحرج بالبوادي النائية، يصبح مجندا لعمل أشياء لم بتعودها سابقا ،يبحث عن الماء بالآبار و يطبخ أكله و يهيئ الخبز و...و زملاءه بالضفة الأخرى أغلبيتهم تعودوا على التنقل بشتى الوسائل إلى مقرات عملهم –أوطوسطوب- ،و هؤلاء لا يجتمعون مع أسرهم الصغيرة على مائدة الأكل، إما أن يأتي متأخرا أو يأكل أكله بسرعة قي سباق ضد الساعة، كما أن أستاذ التعليم الابتدائي مهضوم الحقوق، و عليه واجبات شتى، أتذكر عملية إحصاء السكان و السكنى سنة 2004، كان هذا الأستاذ باحتا يحمل محفظة سوداء اللون وتقاضى حينها 2700 درهم و غيره مراقبا بأجر تعدى 4500 درهم. هذا الأستاذ المثالي الذي تدحرج بين السلاليم الدنيا 7 و 8 مازال يقاسي، و في أحسن الأحوال يحصل على سلم إضافي لكن بعد أن لعب به الشيب و الزمن، ينتظر التقاعد أو فاته الركب و مازال، أغلبية رجال و نساء التعليم بالابتدائي الذين قضوا أزيد من 25 سنة ينتظرون لم الشمل مع أسرهم، فالحركة الانتقالية الوطنية لم تنصفهم ،و معايير أكل عليها الدهر و شرب، هؤلاء حناجرهم بالصيحات مبحوحة، و مطالبهم متعددة و في طي النسيان ، و من أهمها إحداث درجة خارج السلم، و تقليص ساعات العمل الأسبوعية، و تزويد الإدارة التربوية بمساعدين إداريين، و تعيين أساتذة الأمازيغية للتخفيف من الأعباء الإدارية التي يقوم بها هذا الجندي في الميدان، و إعادة النظر في سلم التنقيط الخاص بإسناد المناصب الإدارية التربوية حرصا على مبدإ تكافؤ الفرص، و الترقية للدرجة الأولى لكل من استوفى 25 سنة من الخدمة، و تكريس مهنة الفعل التعليمي، و الرفع من تعويضات العمل لتدريسهم مجموعة من المواد المختلفة، و تعدد متاعبها –الأقسام المشتركة- أو إقرار التخصص في تدريس المواد. فمتى تتحرك العجلة عملا ببيت شعر لأمير الشعراء :'قم للمعلم و فه التبجيلا-كاد المعلم أن يكون رسولا.