يواصل الرئيس المنقلب على الدستور، قيس سعيّد، تبني خطاب الشعبوية واتهام معارضيه، في وقت تعيش فيه البلاد وضعية مزرية جعلتها رهينة المؤسسات المانحة التي تنظر السلطات التونسية موافقتها لمنحها قروض تساعدها على إصلاح ما يمكن إصلاحه. وفي آخر خرجاته، اتهم قيس سعيّد، مساء أمس الخميس، خلال استقباله لرئيسة الحكومة نجلاء بودن في قصر قرطاج بالعاصمة تونس، أطرافا لم يسمها ب"بالعمل من أجل تأجيج الأوضاع بشتى الطرق وتبني مشروع السلطة المرتبطة بالمال الفاسد" على حد تعبيره. ويحاول قيس سعيّد منذ إدخاله البلاد في دوامة خطيرة من الأزمات، تعليق شماعة فشله على معارضيه، من خلال اتهامهم بالسعي لإفشال أي مشروع وأن همهم الوحيد هو مراكمة الثروة عن طريق السلطة. ففي الوقت الذي ينتظر فيه التونسيون من قيس سعيّد إيجاد حلول ناجعة للأزمة التي تسبب فيها منذ انقلابه على المؤسسات واستيلائه على جميع السلط في البلاد شهر يوليوز 2021، يواصل خطاباته الشعبوية والبحث عن مبررات جعلت الشعب التونسي يتحسر على الوضع الحالي الذي أصبحت عليه البلاد. يشار إلى أن تونس تشهد أزمة سياسية واقتصادية حادة فاقمتها تداعيات تفشي جائحة كورونا، وارتفاع تكلفة استيراد الطاقة والمواد الأساسية إثر الأزمة الروسية الأوكرانية.