يبدو أن كندا فشلت فشلا ذريعا في مقاربتها المستجدة لموضوع "الهجرة الانتقائية"، والتي كانت تُراهن فيها على اختيار الكفاءات المغربية المهاجرة بغرض إعادة توطينها في هذه البلاد المترامية الأطراف في أمريكا الشمالية. والدليل على هذا الإخفاق، هو أن عددا من الفاشلين والتافهين أصبحوا يُطلون مؤخرا على المغاربة من نافذة المنصات التواصلية، انطلاقا من كندا، ليصدحوا بالجهل ويملؤوا الشبكات الاجتماعية بالضجيج الناقم على المغرب ومؤسساته الوطنية. ولعل المفارقة الصارخة هي أن كندا كانت تُراهن على استقطاب وإعادة توطين مهاجرين قادرين على المساهمة في التنمية وملء المساحات الفارغة في بلاد بحجم قارة، لكنها وجدت نفسها أمام بعض التافهين، ولحسن الحظ أنهم ليسوا أكثرية، يَسكنون الفايسبوك والتيك توك ويعيشون حياة افتراضية تضج بالعدمية والتيئيس ونشر الدعاية المغرضة. ومن تمظهرات هذا الفشل الذي تئن تحت وطأته كندا، نجد مثلا زكرياء مومني الذي احتال على نظام الهجرة بكندا بغرض الحصول على اللجوء، والحال أنه يقيم افتراضيا في المغرب ولا يعرف عن كندا سوى الشواطئ التي تأوي الأقليات المثلية والجندية! فمثل هذا الشخص هو الذي يعطي انطباعا سيئا ومغلوطا عن مغاربة كندا الذين يشرفون المغرب في جميع الاستحقاقات والمحافل الدولية. وزكرياء مومني ليس هو الوحيد الذي يُطل على المغاربة من كندا وهو مُثقل بالأحقاد والأراجيف، بل هناك شخص ثاني يقدم نفسه على أنه مسير شركات عالمية، ويدّعي أنه رائد النهضة الحديثة في الموضة الكندية! والحال أنه يعيش 24 ساعة كاملة في التيك توك وفايسبوك يَلوك بلسانه ما يتناهى إلى علمه من وشايات كاذبة وأخبار زائفة من بعض الناقمين سواء في الإدارة أو في القطاع الخاص. فهشام جيراندو أصبح عبارة عن قناة مأجورة لنقل وبث الشكايات المجهولة والوشايات المغرضة! فأي شخص له خلاف مع مسؤول أو قاضي أو مع رئيسه في العمل أو لديه ملف خاسر في المحكمة أو في الجماعات الترابية، يتولى فقط توجيه رسالته المجهولة أو المذيلة باسمه لهشام جيراندو، الذي يتقمص دور "روبن هود"، فيعمد إلى إعادة نشرها مشفوعة طبعا ببعض مساحيق الدعاية المغرضة التي يَتجنى فيها على محاربة الفساد. والوجه الثالث الذي التحق مؤخرا بكندا هاربا من سمعته التي تجاوزت مستوى الحضيض بالمغرب، هو المحامي عبد المولى الماروري الذي اقترن اسمه بالعديد من الفضائح التي تُطوق ذمته المالية، ويُريد هو الآخر أن يعطي الدروس للمغاربة من بوابة كندا. فهذا المحامي الذي فضحه أقرب المقربين من توفيق بوعشرين، عندما اتهمه بالغدر والابتزاز ومحاولة الحصول على راتب شهري غير مبرر من ميزانية جريدة أخبار اليوم ومن الدعم العمومي المخصص لها، انبرى اليوم يَنشر تدوينات فيها كثير من الإسهال والإسهاب حول ما يجري "تحت رمال المغرب"، وكأن استقراره بكندا جعله يتوهم بأن جغرافية المغرب هي فقط مجرد رمال تذروها رياح التعرية والتصحر. كما أن عبد المولى الماروري الذي هرب من شكاية فاطمة الحمياني، المواطنة المغربية المقيمة بأمريكا والتي تتهمه بالنصب والاحتيال وخيانة الأمانة والتصرف في مال مشترك بسوء نية، لم يخجل وهو يلتحف رداء الوعظ والطهرانية عند حديثه عن قضايا المغرب والمغاربة! فالرجل يتوهم بأن مجرد الاستقرار بكندا، والحصول على بطاقة الإقامة فوق ترابها، كاف لوحده بأن يُعطي لصاحبه صفة معارض أو مناضل فايسبوكي! كما يَعتقد كذلك عبد المولى الماروري بأن الإسراف في الوهم واختلاق السجالات الوهمية بين المؤسسات المغربية سوف يُنسي الدائنين بالمغرب ما يَدين به لهم هذا المحامي، الذي تلاحقه شبهات كثيرة تواترتها الصحافة الوطنية في أكثر من مناسبة. لكن ما يَجهله عبد المولى الماروري هو أن نقاش المؤسسات العمومية بالمغرب هو تمرين ديموقراطي، يؤكد زخم الحركية والدينامية التي يعيشها المغرب، مقارنة مع الجمود الذي تعرفه العديد من الدول التي تتميز بسطوة الجيش أو بعض المؤسسات التنفيذية. وما يَجهل كذلك عبد المولى الماروري هو أن اختلاق مثل هذه النقاشات سوف لن يَحجب عن المغاربة حقيقته الساطعة! فالرجل الذي تعامل مع قضية توفيق بوعشرين بمنطق "في كل أزمة فرصة"، هو بكل بساطة رجل يَبحث عن "الهمزة" ولو كانت في مهبل ضحايا الاغتصاب والتحرش الجنسي والاتجار بالبشر. وفي المحصلة، فإن جميع مكونات هذا الثالوث "الكندي" تَشترك في بعض الأمور الجامعة فيما بينهم، وهي أنهم الثلاثة إما أنهم مبحوث عنهم أو لديهم سوابق قضائية أو تحوم حولهم شبهات في جرائم الياقات البيضاء، وتحديدا النصب وخيانة الأمانة. كما أنهم يعيشون عطالة ذاتية عن العمل، ويَزجون كل وقتهم في شبكات التواصل الاجتماعي، يصرفون فيها الأحقاد ضد المغرب والمغاربة ويستجدون فيها اللايكات والمشاهدات من المغرب.