الخط : إستمع للمقال استوفى تقرير صادر عن الوكالة الإسبانية لمكافحة التجسس، كل معايير الموضوعية والنزاهة والعقل، لما نشر تقريره الخاص بالمغرب وما دار حول المنظومة التجسسية بيغاسوس. ولم تجد الوكالة التابعة لرئاسة الحكومة الإسبانية أي حرج، كما أنها لم تمل إلى أية تكتيك سياسي في إعلان براءة المغرب من أي اتهام بالتجسس والتدخل في الشؤون الداخلية لإسبانيا. ومن نافل القول بزن الوكالة، كان يحركها في عملها ما تريد به الرأي العام الداخلي، وكذا شركاء إسبانيا الدوليين، لكنها في الوقت نفسه كانت تضع بالخلاصات التي توصل إليها هذا التقرير حدا نهائيا لكل الاستعمالات المغرضة والمتأنية لهذا الموضوع من أجل زرع الشكوك والاتهامات التي وجهت إلى «المملكة المغربية بشأن أنشطة التجسس المزعومة التي استهدفت رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، وأيضا كبار المسؤولين الحكوميين الإسبان، باستخدام برنامج "بيغاسوس"». لقد تم استعمال التلفيق في هذه القضية بأسلوب غير مسبوق، بل وصلت إلى حد متقدم من الدناءة، مست الحياة الخاصة لرئيس الحكومة السابق اللاحق بيدرو سانشيز وشكك في المنظومة العامة لبلاد إسبانيا. وقد سعت العديد من الجهات، التي نعرفها والتي عرفناها من قبل! إلى توظيف القضية في محاولة ثني صديق المغرب بيدرو سانشيز عن موقفه الشجاع تجاه مغربية الصحراء. واستعملت وسائل التشكيك في ذمة زوجته وعلاقاتها خارج البلاد، وما إلى ذلك من الأساليب المنحطة، ومع ذلك حصحص الحق وظهرت الخديعة.. ولقد تابعنا النشاط الرهيب لقنوات التواصل ومنابر الإعلام في الجارة الشمالية والشرقية والسعار الذي أصاب كل هذا الجيش العرمرم من خصوم المغرب، وتحالف اليمين المتطرف واليمين واليسار الراديكالي والانفصاليين وكل الذباب الدائر حول خزينة البترودولار الشرقية. وبالرغم من أن مسؤولين إسبان كبار سبق لهم تفنيد هذه الادعاءات سنة 2022، أمام لجنة برلمانية أوروبية كانت تحقق في استخدام برنامج "بيغاسوس"، وبالرغم من أن المحكمة الوطنية الإسبانية قررت في يوليوز الماضي، إغلاق قضية "بيغاسوس"، فإن التقرير له راهنيته وله ما بعده! أولا لقد لاحظنا صمتا مريبا للإعلام الفرنسي بكل أجنحته ومشاربه وأنواعه، والحال أن هذا الإعلام نفسه كان قد قام بمجهود محموم في تعميم ما كانت الأوساط المعادية للمغرب تقوله في الإعلام الإسباني وفي مواقع الأعداء، بل تطوع لنقل النقاشات داخل مؤسسات الدولة الإسبانية مثل البرلمان والأحزاب من أجل الهجوم على بيدرو سانشيز نفسه بدل الإسبانيين المعنيين بالموضوع! ثانيا، ما زلنا ننتظر أن تقوم الأجهزة الفرنسية التي كانت تحرض ضد المغرب في هذه القضية بمثل ما قامت به نظيرتها الإسبانية، بالشجاعة المطلوبة والموضوعية اللازمة والحس السياسي الذي تتطلبه المرحلة الجديدة.. فما من شك أنها تعرف حقيقة ما وقع، ويجب أن تساعد رئيس بلادها على القرار الذي يخدمه ويخدمها ويخدم العلاقات مع شريك تاريخي، ما زال ينتظر الشجاعة السياسية من النخبة الفرنسية لفتح صفحة جديدة بين البلدين.