الخط : إستمع للمقال قدم رئيس المرصد الوطني للتنمية البشرية، عثمان كاير، خلال ندوة صحفية عقدها المرصد الوطني للتنمية البشرية اليوم الأربعاء بالرباط، إجابات مفصلة حول منهجية البحث الميداني لبرنامج الدعم الاجتماعي المباشر ورهاناته، مؤكدا على أن البرنامج يواجه تحديات طبيعية تتعلق بمعايير الاستهداف ورضا المستفيدين، ومشبها إياه ب"امتحانات البكالوريا" من حيث وجود "عتبة" وأنها لا يمكن أن ترضي الجميع. تحدي "العتبة" في الاستهداف وآليات الاختيار أوضح كاير أن برنامج الدعم الاجتماعي المباشر يعتمد على "عتبة" تحددها السلطات الحكومية والجهات المعنية بناء على معطيات اجتماعية واقتصادية دقيقة. وأشار إلى أن هذا المبدأ يعني دائما وجود فئات تقع "فوق العتبة" وأخرى "تحت العتبة"، وهو ما يثير نقاشا حول الاختيارات التدبيرية للبرنامج. وأكد كاير أن البحث الميداني يهدف إلى فهم تجربة المستفيدين في علاقتهم بالبرنامج، وإدراك أن أي خفض للعتبة سيؤدي حتما إلى استياء فئات جديدة. منهجية البحث.. من جمع المعطيات إلى المؤشر الوطني للرضا تناول عثمان كاير بالتفصيل المراحل المنهجية التي اتبعها المرصد في إنجاز البحث الميداني، فالمرحلة الأولى تمثلت في جمع المعطيات والدراسة النوعية، فبعد جمع المعطيات الأولية، انتقل المرصد إلى مرحلة الدراسة النوعية عبر حلقات نقاشية، مشددا على أهمية ضبط صدقية المصرحين وتنقية المعطيات بناء على معايير علمية دقيقة تفحص صدقية التصريحات ومدى صراحتها. وحسب كاير، تم المرور إلى المرحلة الثانية وهي "حلقات النقاش" حيث تم خلالها تعميق المعطيات من خلال المناقشات التي شملت عدة أقاليم بالمملكة المغربية، مما سمح بفهم أعمق لتجارب المستفيدين وآرائهم. أما في المرحلة الثالثة، والتي تهُم تطوير المؤشر الوطني للرضا الاجتماعي؛ كشف كاير عن رغبة المرصد في تطوير مؤشر وطني للرضا الاجتماعين ولتحقيق ذلك، أُنجز عمل بحثي أساسي تضمن مقارنة جميع الممارسات الفضلى في هذا المجال، والاطلاع على التجارب الدولية الرائدة، وهذه المرحلة استغرقت ستة أشهر إضافية لتطوير المؤشر، بالإضافة إلى الإمكانيات التقنية واللوجستيكية اللازمة لإعداد أي تقرير. المغرب في مصاف الدول الرائدة وفي هذ السياق، شدد كاير على اختيار الدول التي تمت مقارنة المغرب بها (المكسيك، البرازيل، جنوب إفريقيا) وبأنها دول رائدة في مجال برامج التحويلات النقدية ولها تجارب ناجحة. وأكد أنه ليس من المنطقي مقارنة المغرب بدول ليس لها تجربة في هذا المجال، مشددا على ضرورة عدم الاستهانة بالنموذج المغربي، ومشيرا إلى أن كل برنامج للتحويلات المالية له خصوصياته وإكراهاته الخاصة وبيئته التي يتطور فيها ضمن منظومة الدعم الاجتماعي ككل. حماية الطفولة.. الهدف الأساسي للبرنامج كاير واصل تأكيداته بأن النقطة المستهدفة من هذه البرامج هي الأسرة مع تركيز خاص على الطفولة، موضحا أن البرنامج يهدف بالأساس إلى حماية الطفولة في النسيج الأسري، من خلال توفير دعم اقتصادي للأسرة لتساهم بدورها في تحسين وضعيتها الخاصة. وهذا التركيز يؤكد البعد الاجتماعي العميق للبرنامج ورؤيته الشاملة لتحقيق التنمية البشرية المستدامة. كما أن الدعم المالي المباشر يمكّن الأسر من تغطية تكاليف تمدرس أبنائها، سواء كانت رسوما مدرسية، لوازم مدرسية، أو حتى نفقات النقل، وهذا يقلل من العوائق الاقتصادية التي قد تحول دون التحاق الأطفال بالمدارس أو استمرارهم فيها، كما يسهم في تحسين الوضع الصحي للأطفال من خلال توفير إمكانية الوصول إلى الرعاية الصحية والتغذية السليمة، مما ينعكس إيجابا على نموهم البدني والعقلي. الوسوم الدعم الاجتماعي المغرب حماية الطفولة